الكلمة كالطلقة ترعب أركان العدو الغاصب الذي ارتكب أفدح الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني الذي لن يكل يوماً عن الكفاح لأجل تحرير وطنه، من يكتب لفلسطين كالمحارب في أرض المعركة يحمل روحه على كفه وحياته مهددة وهدف لقناص الاحتلال، والتاريخ يشهد على الجريمة النكراء التي اقترفها الاحتلال بحق الشهيد أديب الثورة غسان كنفاني.
ورغم مرور الزمان بقيت الكلمة من أشد الأسلحة ضراوة والعدو يعي ان صراعه لا يقتصر على مواجهة الأبطال في الميدان بين الكر والفر بل يمتد الى فكر يُغرس في الأجيال حيث لا يستطيع الاحتلال أو حتى الوقوف أمام مناضلي الكلمة وخير مثال في عصرنا باسل الأعرج المثقف المشتبك.
وما لم يكن في حسبان العدو الروايات التي يخطها الأسرى في غياهب سجونه ويحررها رغماً عن أنفه
وهذه حكاية عصرنا
البداية كانت بكتاب يُهديه المحامي الحيفاوي حسن عبادي للأسرى عند زيارته لهم ليعوضهم عن الكتب ذات القيمة التي كان يخفيها الاحتلال
تحت، اسم “لكل أسير كتاب”، بدأت هذه المبادرة عندما علم عبادي بأن بعض الأسرى يكتبون نصوصا أدبية كالشعر والرواية رتب والأبطال خطة لتحريرها وعمل على نشرها وفي أيلول العام الماضي حيث جبل اللويبدة تحديداً ساقية الدراويش كانت الفعالية الأولى التي توثق روايات الاسرى بحضور كتاب مثل رشاد ابو شاور، عبد السلام صالح ، احمد ابو سليم ، صلاح لاوي على ان يقدم كل شخص قراءة لاحد الاسرى
في كانون الثاني /2021 اصبح العمل منظم وشكلت لجنة تحضيرية ضمت المحامي حسن عبادي وعبد السلام صالح ومحمد المشه وجمانة العتبة ومريم عنانزة وصالح تحت مظلة رابطة الكتاب الاردنين بالتعاون مع الاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين
شدد عضو اللجنة عبد السلام صالح ابان حديثه لنداء الوطن على أهمية الرسالة التي تحملها الروايات التي خطت من ابطالنا الاسرى في سجون الكيان.
كذلك أضاف “ان هذا العمل الثقافي يحمل طابعا فريدا من نوعه حيث أن لكل أسير كلمة ولأنه لا يستطع قراءتها في المعتقل يقوم بتلك المهمة أحد أقاربه خلال النشاط الذي يقام بشكل دوري ويعرض من خلال تطبيق زووم.
وفي التفاصيل قال عبد السلام “يتم تكليف ناقد او كاتب بعمل دراسة نقدية ويعين مدير لكل امسية وكما يتخلل النشاط مداخلات من نقاد ابرزهم محمود شقير، فراس حاج محمد ، رائد الحواري”
وكان أخر الأمسيات التي أقيمت يوم الاربعاء الموافق الثالث من تشرين الثاني بعنوان رواية ( حكاية سر الزيت ) للأسير وليد الدقة بمشاركة الكاتبة الباحثة د. فهيمة غنايم و الروائي مصطفى عبد الفتاح ويدير الأمسية الاستاذ هاني الهندي وكلمة الأسير الدقة تنقلها زوجته الأستاذة سناء سلامة
نهاية لا بد من التشديد على ان الاشتباك الثقافي بين المقاوم والعدو يزداد يوما بعد يوم وسيتمد قوته من هذا الاشتباك ويزداد حكمة في المواجهة كلما قرأ اكثر فها هي اسلحة المقاوم المثقف تدمي العدو في كل جولة وتلفيه مكتوف الايدي يحاول ان يجد ملجأ يفر اليه ولكن عبث الملجأ امام اسلحة الوعي والثقافة التي تبطل المنطق وتجعل اي رقعة ساحة مدمية لصرع العدو الغاصب
فها هم الأسرى يواصلون معركة الصمود بكافة اشكالها فكلما شدهم الاشتياق لهواء الوطن يحفرون بالصخر ليتنسموا هواء الحرية وكلما ارادوا ان يرهقوا العدو تراهم يخوضون معركة الامعاء الخاوية لينتزعوا الحقوق من مغتصبها واذا دق القلب للوطن يسطرون اجمل الاشعار والروايات ويرسلونها لفلسطين وللعالم.