قُتل 22 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من خمسين آخرين الجمعة في انفجار قوي وقع في فندق ساراتوغا في وسط هافانا ودمر قسما منه، ونجم عن تسرب للغاز، حيث أفادت الرئاسة الكوبية بأن انفجاراً وقع في سيارة تحمل أسطوانات غاز، أمام فندق ساراتوغا في العاصمة الكوبية هافانا.
وفي وقت سابق قال خوليو غيرا، المسؤول عن الخدمات الاستشفائية في وزارة الصحة، خلال مؤتمر صحافي، “حتى الآن هناك 74 جريحا توفي منهم للأسف 18” بينهم طفل.
وألحق الانفجار أضرارا كبيرة بواجهة فندق ساراتوغا المصنف خمس نجوم والذي يضم 96 غرفة ومطعمين وحوض سباحة على سطحه.
ووقع الانفجار نحو الساعة 11,00 (15,00 ت غ)، وأفاد مراسلو فرانس برس بأن الطبقات الأربع الأولى دمرت بالكامل فيما تناثر الركام وقطع الزجاج على الأرض، وتصاعدت سحابة من الدخان والغبار من جادة برادو الرئيسية في وسط هافانا حيث يقع الفندق.
وفي تصريح لفرانس برس قال روغيليو غارسيا وهو سائق عربة تاكسي كان مارا أمام الفندق “وقع انفجار ضخم” وتصاعدت “سحابة دخان وصلت إلى الحديقة (المواجِهة) وهرع كثر إلى الخارج”.
وتسبب الانفجار أيضا بتدمير سيارات عدة كانت متوقفة قرب الفندق الذي عرف في الأعوام الأخيرة باستضافته العديد من المشاهير بينهم مادونا وبيونسيه وميك جاغر وريهانا، وشيد المبنى في 1880 وكان مخصصا للمتاجر، لكن في 1933 تحول فندقا، ثم استحال فندقا فخما في 2005.
وضربت قوات الأمن طوقا في محيط موقع الانفجار وباشرت فرق الإنقاذ البحث عن ضحايا محتملين تحت أنقاض الفندق، وأفاد مراسلو فرانس برس بوجود عشرات سيارات الإسعاف وخمس شاحنات إطفاء تعمل على تبريد خزان للغاز.
وعاد الرئيس المصابين في المستشفى حيث تم نقلهم لتلقي العلاج، طالبا من الأطباء بذل كل جهودهم لإنقاذ أرواح الضحايا.
من جهته اتصل نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا، الحليفة الوثيقة لكوبا، بنظيره الكوبي لتقديم تعازيه، قائلاً “إن الشعب الكوبي يتلقى التضامن والدعم من جميع شعوب العالم، خاصة من شعب فنزويلا البوليفاري”.
في وقت سابق أعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل على تويتر أن “هناك إلى الآن تسعة قتلى و40 مصابا”، متقدمًا من عائلات الضحايا بـ”أصدق التعازي”.
وجاءت تغريدة الرئيس بعيد إعلان ميغيل غارسيا مدير مستشفى كاليختو غارسيا الذي نقل عدد من المصابين إليه أن 11 من الجرحى “بحال خطرة جدا”.
من جهته قال ميغيل هيرنان إستيفيز مدير مستشفى هيرمانوس ألميخيراس إن “طفلا يبلغ عامين يخضع لجراحة بسبب كسر في الجمجمة”.
وكان السكرتير الأول للحزب الشيوعي في العاصمة الكوبية لويس أنطونيو توريس ايريبار قد أعلن “فقدان أثر 13 شخصا”، مشيرا إلى أن “عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في الفندق حيث قد يكون آخرون عالقين” تحت الأنقاض، وبحسب السلطات لا ضحايا أجانب.
وكان الفندق الذي يُعد أحد معالم هافانا القديمة قيد الترميم ومغلقا أمام السياح. ولم يكن يوجد بداخله إلا عدد من الموظفين كانوا يستكملون العمل لافتتاحه مجددا في العاشر من أيار/مايو.
وأشارت الرئاسة الكوبية على تويتر إلى أن “المعلومات الأولى تفيد بأن الانفجار سببه تسرب للغاز”، حيث نقل موقع كوباديبيت التابع للحكومة عن أليكسيس كوستا سيلفا، المسؤول المحلي في الحي الأثري في العاصمة الكوبية، قوله إنه كان يُعمل على تبديل أسطوانة للغاز السائل في الفندق. اشتم الطاهي رائحة غاز ولاحظ وجود تشقق في الاسطوانة، وهو ما سبب الانفجار.
وبعيد الانفجار تفقد دياز-كانيل الموقع وقال “لم تكن هناك لا قنبلة ولا هجوم، إنه حادث مؤسف”، في تصريح سعى من خلاله إلى وضع حد لشائعات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أشارت إلى هجمات بالقنبلة شهدتها فنادق عدة في البلاد في تسعينيات القرن الماضي دبرها كوبيون معادين للثورة الكوبية.