من ينظر إلى الخارطة ليرى غزة وموقعها الجغرافي ومساحتها وعدد سكانها يكتشف ماذا فعلت “دكتاتورية الجغرافيا” بها وبشعبها وما هي العقبات الجيوسياسية واللوجستية التي تواجه مقاومتها.
غزة بحكم هذه الجغرافيا يحيط بها الكيان الصهيوني الغاصب من الشرق ويتحكم بكل المعابر كمعبر “إيرز” وتحدد نوعية وكمية البضائع والسلع والأشخاص وحركة التواصل مع الضفة الغربية والداخل الفلسطيني التي/الذين يسمح بدخولهم والثالثة مع مصر الشقيقة التي تتحكم بالمعبر الوحيد لحركة وسفر الأشخاص مع مصر ومعبر كرم ابو سالم المخصص لحركة الشاحنات والبضائع والذي تتحكم بإغلاقه مصر “الشقيقة” بناءا على الرغبات والمخططات التي ترسم لتنكيد عيش السكان وجعل الهجرة من القطاع خيارهم الوحيد ومن الغرب البحر الذي تغلقه البحرية الصهيونية أيضا حتى حركة الصيد البحري فلكم أن تتخيلوا مواصفات السجن الكبير الذي يفتح فقط على السماء.
أي سجن بلا سقف الذي يعيش بداخله 2.2 مليون إنسان في ظروف إنسانيه غايه في السوء ولا تليق بالبشر في هذا القرن وبدعم من الدول الإمبريالية التي تكيل بمكيالين وتظهر الأهداف الصهيونية التي لم تنقطع منذ مؤتمر بال بسويسرا والتي كانت تهدف لإقامة دوله لليهود دون غيرهم وكأنها جيتو جديد بدل الجيتوات(المعازل) الأوروبية الاختيارية ووقع اختيارهم على فلسطين لأسباب عده أهمها توافقها مع السردية التوراتية الدينية علما أن الدين ليس هويه إثنية عرقيه ولا يقرر مكان سكنى البشر المنتمين لديانة واحده وهم من أعراق مختلفة وأصول عرقيه مبانيه والتي لا تتناسب سياسيا مع فكرة يهودية الدولة من حيث المبدأ ولكن العقلية الاستعمارية آنذاك وظفت كل الظروف في خدمة هذا المشروع المدمر.
هذا ما نعنيه بدكتاتورية الجغرافيا التي لا فكاك منها والتي تحد من قدرة غزه على تطوير إمكانياتها في المواجهة والتحرر والخلاص من عداء الجغرافيا وعنادها دون وجود أفق زمني محدد رغم عنادهم واستمرارهم في التحدي وكسر كل المعيقات المفروضة عليهم رغم كل ما تملكه آلة الحرب الصهيونية من إمكانيات ودعم خارجي وتواطؤ بعض الأنظمة العربية معهم بالتطبيع أحيانا والتخاذل والنأي بالنفس عن واجباتهم القومية احيانا أخرى.