للمرة الأولى في الأردن يكون عنوان الحراك “حصار السفارة”، ولمن لم ينتبه فقد مثّل الأمر خروج عن الترتيبات المقبولة والسقف المسموح به، بل استخدام الساحة التي تم تحضيرها من الدولة “بعيداً” عن السفارة لتكون نقطة انطلاق، ولو رمزية، يتجمع فيها الآلاف ويهتفون للـvisitor ولـ يوحنا ولعامر بن الجراح بل وترفع صورهم علانية بعد أكثر من 30 عام على التطبيع، ومراكز الأبحاث والدراسات الصهيونية والغربية والعربية بطبيعة الحال لا تتوقف عن القراءة والتحليل وكتابة التوصيات.
نعم، ساحة الأردن تعد الساحة الوحيدة التي لم تهدأ، ومخطئ من يعتقد أنها هبّة شعبية عفوية بلا بصمات حزبية، يكفينا جلد للأحزاب، بل وأؤكد أن الهتاف الأفضل والمركز والأعمق هو هتاف الحزبيين (بالمناسبة ومنذ أعوام أنا لا أهتف إلا خلف رفاقي في حزب الوحدة).
أكاد أجزم أنه لأول مرة منذ ما يسمى الربيع العربي، توحدنا قضية تصب في مصلحة المقــ.ــاومة، بل وأبناء ضالون كثر عادوا لرشدهم فيما يخص وحدة الساحات وتحديد الأولويات والتقاطعات السياسية.
إنها مرحلة تحرر وطني، على عقل الدولة قراءتها والتفاعل مع المزاج الشعبي بطرق أكثر عقلانية؛ فالتوقيف حتى ليوم أو يومين والتنغيصات هي استنزاف لا طائل منه.
السؤال الذي يدور في ساحة الكالوتي لدى الكثيرين هل ما نقوم به كافٍ؟”
ربما أنه بالفعل غير كافٍ ولكن دائماً علينا أن نقول للعدو “بدناش إياك”، والعدو كان منزعج سابقاً من التطبيع البارد مع عمّان، يريد تطبيع حميم ولقاءات علنية وتسوق ومهرجانات وافتتاح كُنس والتحدث بالعبرية بشكل علني، ويحسب للأردن وحده أن ذلك لم ولن يحدث؛ فالرهان على التطبيع الشعبي باء بالفشل، ولم يحظَ التطبيع الرسمي بالرضا الكافي من تل أبيب.
مهما رمّد موقفنا، فدائماً هناك جمر مشتعل يقول: لا للتطبيع وتسقط وادي عربة