لو يذكر الزيتون غارسه.. لصار الزيت دمعاً

رانيا لصوي
4 دقيقة وقت القراءة

صامدةٌ شامخة كما كل شيء في فلسطين، الحجر والبشر، شجرة تعد هي الأقدم في التاريخ، عمرها 5000 عام، تعود ملكيتها إلى عائلة أبو علي، في قرية الولجة في بيت لحم، كانت وستبقى الشاهد والشهادة على شعب ما ترك أرضه يوماً، ولا هانت عليه. تقف أمامها تشعر بالرهبة، ساحرة للعين، لكل حبة زيتون منها وقصها وفيها ملايين الحبات.

 لم نرويها بالماء، بل سُقيت بالدماء وقصص الصمود، في موسم الزيت والزيتون تتباهى فلسطين بأبنائها، بأرضها وخيراتها، وفي الأصل هي تتباهى بالصمود والتحدي والقدرة على تحقيق الحلم والأمل بالحرية.

موسم الزيتون الحاضر الشاهد على قصص البطولات في حماية الأرض، الوفاء للتراب، والتفاخر بالخصوبة أيضا..

اقتلاع الزيتون الممنهج

شجرة الزيتون التي ترمز في إلى حق العودة، إلى الثبات في الأرض، إلى التحرير… يفهم تماما المُحتل معانيها وعمقها في عقيدتنا الدينية والوطنية، يقلع شجرة، نزرع عشرة.

يقوم الاحتلال الصهيوني بعمليات ممنهجة لاقتلاع أشجار الزيتون وتدميرها. جدار الفصل العنصري عمل على تمزيق الأرض وتقسيمها، وسهل سرقتها من أصحابها.

z3 1

وكل ما يفعله المحتل هو محاولة من محاولاته لطمس الهوية الفلسطينية الشاهد الأكبر على أحقية الفلسطينيين في الأرض، ليس هذا فقط، بل عمل الاحتلال من خلال المستوطنين على نقل وسرقة أشجار الزيتون إلى المستوطنات في محاولة لإثبات أحقيتهم بها.

وفى عام ٢٠١١، كشفت جريدة «هآرتس» العبرية عن خفايا زحف شجر الزيتون الفلسطيني المعمر، الذي يزيد عمره على ألف عام، واستقراره في أحياء وفيلات المستوطنين، عن طريق مشاتل “إسرائيلية” تتولى عملية التسويق والبيع لأثرياء المستوطنين الصهاينة مقابل مبالغ تتراوح بين 30 الى 100 ألف شيكل للشجرة الواحدة، حيث يتخذونها كقطعة أثرية لا تقدر بثمن.

يُبرر العدو الصهيوني اقتلاع شجر الزيتون كما فعل في وادي قانا عام 2013 بأن الفلسطينيون يزرعون الأشجار في المحميات الطبيعية، وهو تبرير يسوّقه الاحتلال للعالم ليبرر أفعاله التي لا يحاسبه عليها أحد فعلياً.

شاهد في الشتات

كما كل شيء نتمسك به ونحمله معنا، لأنه قضية، حملنا موسم الزيتون، أغلى الهدايا “قنية زيت من البلاد” بتشم ريحتها وبتتأمل لونها وبتسكنك الحسرة، لكل واحد فينا بستان هناك، بتذكره وبقول يا حيف على أيام البلاد، الي يمكن ماعاشها، عرف تفاصيلها من الأجداد.

احتفل الشتات بالأم محفوظة، عانقت الشجرة وقالت: حسيت واحد من أولادي رح يستشهد” وصارت أيقونة للصمود وحماية الزيتون. احتفل فيها الشتات بكل أماكنه، لأنه بعرف قيمة الزيتون، وبعرف قيمة الفعل النضالي للأم محفوظة.

يمكن ما فينا نرجع على فلسطين اليوم، بس فينا نزرع فيها شجرة، وفينا من ترابها وغرسها نكبر شجرة بأرض المهجر والشتات تكون شاهد على الحنين، وحلم العودة.

حملة شجرة الزيتون

عائلة رفيقنا كمال النمري لما قررت تكرم ذكره، وسيرته، زرعتله شجرة زيتون بفلسطين، واعتبرت هذا أكبر وفاء وعرفان لسيرته النضالية. واليوم في جمعيات كثير معنية انه ترجعنا بكل الطرق، وتزرع الحلم الي فينا بجذوره الراسخة بفلسطين.

a544a0f5 15ed 4bbc add5 18ea208b60af

حملات زراعة أشجار الزيتون في المناطق التي تم تدمير الأشجار فيها أو اقتلاعها منها، أو في المناطق التي أصبحت مهددة بالمصادرة من قِبل الاحتلال. التبرع بشجرة زيتون يعتبر علامة على التضامن والدعم الذي بدوره يشجع الفلسطينيين على إبقاء الأمل حياً.

نحن شعبٌ لن يعدم وسيلة الصمود وسُبل البقاء، أبسط ما قيل عنا، أننا نحمل وطننا في القلب، رغم أننا لم نراه قط، ولكن هذا اليقين بأننا أبناءه، وسنعود إليه لم يتغير يوماً ولن يندثر

باقون ما بقي شجر الزيتون..

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة