المتابع لخطاب البيبي الذي ألقاه بالأمس في ذكرى ما يعرف بالهولوكوست، سيكتشف بأنه كان إعلان هزيمة نكراء على الرغم من كل محاولاته لاخفائها بالتهديد والوعيد بفتح جبهة رفح تارة، وباستدرار عطف المجتمع الدولي عبر التذكير بالهولوكوست تارة أخرى.
الحرب على غزة انتهت منذ أسابيع، وذلك بعد أن وصل الأمريكان الى قناعة بأنه لم يعد لدى البيبي ما يحققه في هذه الحرب، وأن كل التدمير والخراب والمجازر -بضوء أخضر أمريكي- لم تستطع القضاء على حماس أو حتى تحجيم حضورها في غزة.
وأتت هذه القناعة الامريكية بالتوازي مع تنامي حجم الاحتجاجات الشعبية هناك والتي بلغت ذروتها في الجامعات الامريكية، فكان القرار الأمريكي بزيادة عدد الشاحنات التي تدخل الى غزة لتصبح ٥٠٠ شاحنة يوميًا وتخفيض وتيرة الحرب وأخيرًا القرار الامريكي غير المسبوق بوقف تصدير شحنة أسلحة الى الكيان.
أقول إن الحرب على غزة انتهت منذ أسابيع ولم يبق سوى الصيغة التي سيتم بها اعلان انتهائها. ويبدو أن جميع الأطراف متفقة على أن نهاية الحرب هي نهاية للبيبي، ما جعل من الرغبة بإنهائها مطلب للجميع من أمريكان واوروبيين والاردن ومصر وقطر وتركيا وايران -وطبعا باستثناء البيبي.
نعم فشلت كل رهانات البيبي وانتصرت المقاومة رغم مرارة الثمن وحجم التضحيات