واقع المستوطنات وحتمية المواجهة

ثائر مالك
4 دقيقة وقت القراءة
RAMALLAH, WEST BANK - SEPTEMBER 19: An activist waves Palestinian flag during clashes with Israeli soldiers following a protest against the Jewish settlements and the Israeli Wall of Shame, the separation barrier between Israel and the West Bank, on September 19, 2014 in the West Bank city of Ramallah. (Photo by Issam Rimawi/Anadolu Agency/Getty Images)

” ‏المستوطنات الصـ.ـهيونية ” في الضفة الغربية لم توجد عبثاً او مسكن فقط، انما هي مراكز متقدمة لأشد الصهاينة تعصباً تقبع في اراضي متصلة جغرافياً تفصل بين القرى الفلسطينية “المتبقية” بالجدران والحواجز العسكرية وتعزلها عن بعض بشكل كامل ، وتضع امرا واقع تصعب ازالته بالطرق “الشرعية” الخاصة بالنظام العالمي الأمريكي وتقام بشكل مستمر وسريع غير قابل للتوقف وبعيد عن أعين الاعلام ، لدرجة ان اوباما في عهد رئاسته تفاجأ وصدم عندما رأى خارطة توضح “البقية” الباقية للفلسطينيين متسائلاً على ماذا سوف نفاوضهم !!

المستوطنات تحيط وتحاصر أغلب القرى والمناطق الفلسطينية من الخليل والقدس ونابلس وطول كرم ، ومقامة على التلال ومنها ما اقيم على قواعد عسكرية سابقة.

تضم عشرات الألوف من قطعان اليهود الحريديين (يسمون احيانا شباب التلال) المتشددين المسلحين بطبيعة الحال الجاهزين لقتل وارهاب وترويع أي فلسطيني عند أي فرصة. يقومون بشكل دائم ومستمر بحرق وتخريب أشجار الزيتون والكروم والمزارع الفلسطينية.

لكن الأخطر هو استهداف العائلات الفلسطينية بشكل مباشر وبدون اي رادع مثلما حصل قبل سنوات مع عائلة ابو خضير حيث قام المستوطنين باحراق منزلهم ليقضوا شهداء.

واليوم تتضح اكثر خطورة وغاية هذه المستوطنات وتلاقيها مع هدف الحكام الصهاينة بالاستيلاء على ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية بالرد على عمليات المقاومة البطولية التي ضربت العدو على مدى أشهر في اراضي الضفة وقلب الكيان لتعمل المستوطنات كمنطلق لترهيب ومهاجمة الفلسطينيين في منازلهم ومصالحهم بشكل مباشر .

وما حصل مؤخراً في قرى نابلس وتحديدا قرية حوارة من اطلاق قطعان المستوطنين وكأنهم “مدنيين” غاضبين، ليهاجموا بشكل عنيف وغير مسبوق هذه القرى، و حرق منازل وأملاك الفلسطينيين بهدف ارعابهم وترهيبهم وبشكل لم يستطع العالم غض الطرف عنه هذه المرة .

سلطة اوسلو  للأسف مستمرة في نهجها الخياني والمفاوضات العبثية والتنسيق الامني ومن المخزي ان قواتها الأمنية يمنع عليها مواجهة هجمات المستوطنين .

 ولم يكن من هذه السلطة الا أن تخاذلت واجتمعت مع قيادات الكيان برعاية مصرية أردنية بما سمي قمة العقبة ، طارحة بشكل خجول كالعادة مطلبها بإيقاف بناء المستوطنات، ومعلنة انه تم الاتفاق على ذلك ، ليخرج بعد ساعات من اللقاء قيادات الكيان ويعلنوا أن بناء المستوطنات لم ولن يتوقف حتى دقيقة واحدة ! وفعلياً لم يوقف الاحتلال بناء المستوطنات مع كل الدعوات الدولية والاممية والقرارات الرافضة للمستوطنات على مدى العشرين سنة الأخيرة .

 وثبت للجميع فشل وسقوط نهج اوسلو والمفاوضات مع هذا الكيان .

 ‏بالمقابل اثبت الفعل المقاوم جدواه وضرورته في ردع الاحتلال داخل المناطق الفلسطينية ، لكن اليوم يجب أن يبدأ العمل على مواجهة وضرب المستوطنات ، يجب أن توضع خطة فصائلية وتنسيق لعمليات عكسية مستمرة (بعيدة عن مسار السلطة الانهزامي المتواطئ والذي نرى حتمية الصدام معه بالضرورة ) ‏تجبر الاحتلال على ايقاف عملية الاستيطان وتجبر المستوطنين على الهرب .

 ‏عملية الدفاع عن الذات والرد يجب ان يوازيها بالضرورة فعل منظم لتحرير هذه التلال والأرض والتخلص من هذا الحصار لقرى ومناطق الضفة لخطورتها أمنياً على الشعب الفلسطيني وأيضا لدورها الاحلالي ونهب الأرض الذي هو صلب قضيتنا (مواجهة الصهيونية وتحرير الأرض ).

 ‏لن يخرج هذا الاحتلال من ارضنا بالنهاية الا بالقوة .

شارك المقال