شهدت مباراة كرة القدم بين فرنسا والكيان، مساء أمس الخميس، في ملعب فرنسا قرب العاصمة، أحداثا ملفته في الملعب والمدرجات، رغم إنتشار حوالي 4500 رجل أمن داخل الستاد الرياضي وحوله وفي وسائط المواصلات القريبة من الملعب، حيث جرى تفتيش منفر لكل المشجعين.
وقد لوحظت حركة فوضى إستعراضية في المكان عندما تجمع المشجعون “الإسرائيليون” وأخذوا يتراكضون بين ممرات الحضور، وحاولوا الاختلاط بالجمهور الفرنسي وهم يلوحون بأعلام الكيان، ويطلقون صيحات تطالب بإطلاق معتقليهم في غزة، فتعرض لهم الجمهور الفرنسي، ليتدخل رجال الأمن بقوة لمنع صدام آخذ بالتصاعد.
وعندما أذيع النشيد الصهيوني لدولة الإحتلال في بداية الإفتتاح، غطت صيحات وصافرات الإستهجان على النشيد، ولم يعد يسمع إلا كلمة فلسطين وسط الحضور المتواضع.
ورغم تحشيد نظام أمني استثنائي للإشراف على هذا الحدث المثير، إلا أن عدد الحضور لم يتجاوز 15 ألف متفرج في مدرجات بدت فارغة وهي تتسع لحوالي 85 ألف متفرج في الحالات الطبيعية، وهذا يظهر حجم إلتزام الجماهير الفرنسية بنداءات المقاطعة التي صدرت عن منظمات وجمعيات حزبية ونقابية مؤيدة للقضية الفلسطينية، ومستنكرة للسياسات العدوانية الصهيونية في غزة ولبنان.
وأدانت هذه المنظمات حضور الرئيس الفرنسي ماكرون المباراة، والذي ظهر معزولا في الشرفة الرئيسية يرافقه رئيس حكومته، والرئيسان السابقان ساركوزي وهولاند، وتم إنتقاد هذا الحضور عبر عدد كبير من منصات التواصل الإجتماعي والمنابر الإعلامية، وإعتبرت هذه الخطوة بمثابة نفاق وشراكة بالتنكيل والتقتيل.
ومن جانب ٱخر أوضح إريك كوكرال رئيس اللجنة المالية في البرلمان الفرنسي: “نعتبر حضور ماكرون للمباراة رسالة غير مشرفة، ونحن نستذكر القرارات الأممية وقرارات المحكمتين الجنائية والعدل الدولية، وإعتبر بأن حضور المباراة تمثل سياسة الكيل بمكيالين، حيث نتذكر أن الفريق الروسي حظر من المشاركة في الألعاب الأولمبية بشكل كامل.
وأضاف: “نعتبر أن قبول استقبال المباراة على الأرض الفرنسية، وحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بصحبة عدد من المسؤولين، يمثل رسالة لإسرائيل مفادها: يا نتنياهو واصل مجازرك وجرائمك في غزة ولبنان، بينما فرنسا تستقبل فريقكم ومهتمة بالمقابلة، لا بالمجازر والإبادة”.
وأكد على مواصلة التظاهر والدعوة لمقاطعة الحكومة الإسرائيلية لردعها.
وفي مساء نفس اليوم شهدت العاصمة الفرنسية باريس احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في ساحة قرب الملعب، متحدية بذلك المباراة والإستنفار الأمني غير المسبوق.
لمن يهمه الأمر، النتيجة كانت التعادل دون أهداف، ويقول بعض الخبثاء، بأن لاعبي الفريق الفرنسي تجنبوا تسجيل أهداف في مرمى “الخصم” خوفا من إتهامهم بمعاداة السامية!!
منتخب الإحتلال خسر على المستوى الرياضي والشعبي والدبلوماسي والأخلاقي.
ويظهر ذلك، إلى أي درجة أصبحت دولة الإحتلال منبوذة ومعزولة عالميا.
حسب إذاعة فرنسا، ووكالة فرانس برس، وصحيفة لوموند الفرنسية..