نحن مرضى بعروبتنا ..

رانيا لصوي
3 دقيقة وقت القراءة

أكبر صعوباتي في متابعة مونديال 2022 هي تحديد مرمى الفريق الذي أشجعه، لونه الذي يقاتل فيه في تلك المباراة، أن أحدد من أشجع ارتباطًا بتاريخه السياسي الذي يربطني بقضيتي الأساسية، القضية الفلسطينية العربية.

مونديال قطر بصبغته العربية – رغم فظاظة التطبيع ورفضنا له لقطر-  كان مناسبة رائعة تجمع الشعوب العربية في حدث تفوق على أي انقسامات جرى العمل عليها لخلق شرق أوسط ووطن عربي كما يناسبهم خالي من قوميته متجاوزًا العناصر التي جمعته كأمة عربية واحدة. نجحت قطر في تنظيم المونديال وسقطت في إنجاح التطبيع وفرضة على شعوبها.

فاز منتخب المغرب الذي التفت حوله ولدعمه الأمة العربية جمعاء، فازت المغرب ووصلت إلى مركز سجله التاريخ كأول منتخب عربي يصل نصف النهائي في كأس العالم، وهذا ليس حلم بل واقع، وستفوز  من جديد أمام واجهة الاستعمار فرنسا في قادم الأيام…  نجح  الفريق المغربي في المونديال وسقط التطبيع في المملكة

النصر المعنوي المحقق

ما بين التقييم التقني والأدائي، اللياقة البدينة، اللعب الجماعي، فخامة المدرب وتماسك فريقه، قدرته على قراءة الخصم وتحديد نقاط ضعفه واللعب في كل مباراة بشكل مختلف وتكتيك يضمن له الفوز، وهو الفريق الذي لم تهتز شباك مرماه إلى الآن … ما بين الكثير والكثير من التحليلات والمقاربات الرياضية البحتة، ثبت بكل الحب أننا شعوب مريضة بقوميتها العربية، قوتها تكمن في قلوبها والحب الساكن فيها، الإيمان والإرادة هما أساس القدرة على الحلم..

هذه الشعوب التي اتفقت واجتمعت منذ اليوم الأول على رفض العدو الصهيوني، ورفض التعاطي مع أدواته مهما حاول الاحتيال، اجتمعت هذه الشعوب على إبراز القضية العربية بكافة الوسائل البسيطة الممكنة كرفع العلم أو الكوفية، الأهازيج الفلسطينية بكل اللهجات تملأ الشوارع صخبًا وحماسًا.

نعم أن تحلم ليس بالشيء البسيط، وأن تسعى إلى حلمك مهما كان كبيرًا ليس بلهثٍ وراء السراب، بإمكانك أن تحقق الهدف، تنال المُراد مهما كان صعبا..

العاطفة والعقيدة والانتماء

ما نملكه كشعوب عربية ودول عالم ثالث، ضعيفة، تتغنى بتاريخ وحضارة فائتة، هو اليوم ذاته أدواتنا الى تحقيق الأمل والحلم.

أنا يا أمي في الميدان أسدٌ شجاع، وفي قلبك مازلت طفلًا صغير  أركض إليكِ بعد كل نصر…قيّم إنسانية، عائلية، قومية، عقائدية جمعت هذه الشعوب على خلاف ما فرقها وجعلت منها قوة جامعة تدعم منتخبها ليصل….

نحن قادرين على تغيير التاريخ، صناعة الفخر والعزة، قادرين على الكثير الكثير، ونستحق الفرح…

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة