ذياب: العمل الحزبي في الجامعات مشكلة ليست بعيدة عن الإصلاح الذي يراوح مكانه
دعاس: مشروع نظام العمل الحزبي في الجامعات لم يتطرق لغياب اتحادات الطلبة
تناقلت المواقع والصحف الاردنية بداية هذا الأسبوع خبر خلوة رؤساء الجامعات، بحضور رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، سمير الرفاعي، والتي كانت بعنوان “نحو خارطة الطريق للعمل الحزبي في الجامعات”.
وفي مشاركته في أول محاور الخلوة الثلاث، حيث جرت مناقشة التشريعات والسياسات المنبثقة عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، دعا سمير الرفاعي إلى عدم تحويل الجامعات الأردنية إلى ساحات حزبية قائلًا: “إن الجامعات مؤسسات تربوية مهمتها الحفاظ على حسن سير العملية التعليمية، ويجدر تشجيع الطلبة على الانضمام ضمن روح العملية التعليمية والتربوية المنوطة بها لأنشطة ذات طابع حزبي لبناء الوعي وثقافة تقبل الآخر وليس “تحزيب الجامعات” بحيث تبنى الثقة بالعملية السياسية بتدرج وتأني من خلال إنشاء أندية للحوار ووضع مناهج لتعليمه وتنظيم المناظرات”.
العمل الحزبي في الجامعات
تعقيبًا على تصريحات رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، يقول الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، الدكتور سعيد ذياب: “إن قراءة تصريحات السيد سمير الرفاعي حول النشاط الحزبي يجب أن تتم من خلال موقفه من عملية تحديث القوانين، ومن خلال دوره في قيادة لجنة الحوار وتوجيهها وضبط مخرجاتها نحو احتواء العمل الحزبي”، مضيفًا “أعتقد أن عقل الدولة بما فيها السيد الرفاعي مسكون برُهاب الأحزاب، فهم يريدون وجود أحزاب ولكن تحت السيطرة، أحزاب تتحرك عبر الريموت، ويريدون تجويفها تمامًا كما حصل مع مؤسسات الدولة الأخرى”.
ويتابع ذياب، “إن الأساس الذي يجب أن ننطلق منه هو حق الطلاب بممارسة النشاط السياسي الحزبي وعدم تقييده بذرائع باطلة؛ حيث إن المشكلة ليست بعيدة عن مفهوم الإصلاح، هذا الموضوع الذي لا يزال يراوح في مكانه بسبب غياب الإرادة الجادة لذلك”، ويستدرك قائلًا: “كل السلوك الرسمي يتماشى مع خصائص السلطه المستبدة المستترة؛ سلطة تريد مؤسسات ولكن ذات طابع شكلي”.
من جانبه أشار منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا“، الدكتور فاخر دعاس، إلى مشروع نظام العمل الحزبي في مؤسسات التعليم العالي الذي أقره مجلس التعليم العالي قبل أيام وربطه بتصريحات الرفاعي في خلوة الجامعات قائلًا: “يبدو واضحًا غياب الجدية في التعاطي مع ملف السماح للعمل الحزبي داخل الجامعات، ابتداءً من قانون الاحزاب الذي يربط هذه المشاركة بنظام يتم إقراره، رغم أن المسالة لا تحتاج إلى نظام؛ المسألة هي مسألة السماح بالعمل الحزبي داخل الجامعات ونقطة، وهذا ما تفعله دول العالم أجمع، مرورًا بالنظام نفسه الذي شكل صدمة كبيرة للمراقبين والمتابعين والذي أكد أنه لا يزال الوقت مبكرًا جدًا للحديث عن إصلاح حقيقي وجذري، وعن إرادة حقيقية بوجود أحزاب فاعلة على الأرض، وانتهاءً بإرهاصات ما بعد النظام من تصريحات رسمية وغيرها، وخطوات عملية على الأرض؛ بدءًا بتصريح رئيس لجنة تحديث المنطومة السياسية بأن هذا النظام “يتقدّم على الجامعات في أرقى الديمقراطيات”، وحول ذلك يقول دعاس: “هذا يضع علامة استفهام حقيقية حول مدى فهمنا لهذا النظام؛ هل يعقل أن النظام يربط كل خطوة وكل نشاط بقرار من عميد شؤون الطلبة؟ وهل يعقل تحويل عميد شؤون الطلبة إلى حاكم إداري؟ هل هذا نظام يتقدّم على أرقى الديمقراطيات في العالم؟”
ويتابع منسق حملة ذبحتونا: “النقطة الأخرى، لم يتم التطرق إلى الحديث عن أنظمة التأديب التي تنص على أن العمل الحزبي ممنوع في الجامعات مثلًا، ولم يتم التطرق إلى عدم وجود اتحادات طلابية، وأن 90% من الجامعات تفتقر إلى وجود الاتحادات الطلابية، سواء منتخبة أم غير منتخبة، يفترض تثبيت أن تحتوي كل الجامعات على اتحادات طلابية منتخبة وتكون على أساس قوائم طلابية،ـ وتكون الدائرة الطلابية على مستوى الجامعة أو الكلية، ومن هذا المنطلق يمكن الحديث عن الإصلاح، ولكن كل ما يحدث يؤكد أنه لا يوجد أي جدية حقيقية بتوجّه وإرادة أن يكون هنالك أحزاب فاعلة على الأرض وأن نشجع الشباب والطلاب على الانتماء الحزبي”.
نداء الوطن – محرر الشؤون المحلية