فلسطين في الرواية العربية.. تحولات في الرؤية والتشكيل

نداء الوطن
5 دقيقة وقت القراءة

بمشاركة بين وزارة الثقافة الفلسطينية ووزارة الثقافة الأردنية انطلقت أمس، في فندق لاند مارك، في عمان، فعاليات مؤتمر غسان كنفاني للرواية العربية بعنوان: “فلسطين في الرواية العربية، تحولات في الرؤية والتشكيل”.

عقد المؤتمر برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وقد ناب عنها مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة، وكان المؤتمر من تنظيم وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية، حيث مثل وزير الثقافة الفلسطيني عبد السلام العطاري مدير الآداب والنشر والمكتبات في الوزارة.


أما رئاسة اللجنة المنظمة للمؤتمر فقد كانت مناصفة، بين د. إبراهيم السعافين، وماهر أبو ردة الوكيل المساعد في وزارة الثقافة الفلسطينية، وأعضاء اللجنة المنظمة وعدد من الباحثين والمفكرين.

افتتحت فعاليات المؤتمر بكلمات ألقاها المنظمون؛ حيث قال راعي الحفل د. نضال العياصرة “إن هذا المؤتمر يأتي إحياء للذكرى الخمسين لاستشهاد الروائي والقاص والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، وهو يعد استكمالاً للمؤتمر الذي عقد في فلسطين العام 2022 لإحياء ذكرى استشهاد مؤسس الرواية الفلسطينية الحديثة الشهيد كنفاني الذي ترك منجزاً روائياً مهماً أغنى من خلاله المشهد السردي العربي ورسخ مفهوم الأدب المقاوم في الإبداع الروائي، فضلاً عما أنجزه من مئات الدراسات والمقالات في الثقافة والفكر والأدب والسياسة، إضافة الى إسهاماته في مجال القصة القصيرة والمسرح”.


وأشار العياصرة إلى أن انعقاد هذا المؤتمر أقيم بتعاون بين وزارتي الثقافة في الأردن وفلسطين؛ وهذا التعاون يدل على عمق العلاقة الاستثنائية التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بدولة فلسطين، مؤكدا “أن القدس كانت وما تزال موضع اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وجميع أبناء الشعب الأردني”.
ونوه العياصرة، بتميز العلاقات الأردنية الفلسطينية، وفي المجال الثقافي، أشار إلى إرتباط الوزارتان باتفاقية تعاون في مجال الثقافة والإعلام منذ العام 1995، مما أتاح الى تنظيم أسابيع ثقافية في الأردن وفلسطين، ومشاركات الفنانين والأدباء الأردنيين والفلسطينيين في كلا البلدين.

مشاركون أكدوا أن كنفاني ترك منجزاً روائياً مهماً أغنى من خلاله المشهد السردي العربي ورسخ مفهوم الأدب المقاوم في الإبداع الروائي، لافتين إلى أنه عند مناقشة أدب كنفاني تتجلى صورة فلسطين في أدبنا العربي، لذلك “نحن بحاجة للحديث عن كنفاني أكثر في كل مرة من أجل أن يظل المصباح مضيئاً في الطريق”.
وقال المتحدثون، إن كنفاني وضع لوحة متكاملة من الفعل الإبداعي المؤسس على شرط إنساني قائم على قوة الفرد في تغيير المصير الجماعي.


من جانبه، أكد رئيس اللجنة التحضيرية الناقد د. إبراهيم السعافين، أن هذا المؤتمر يحمل اسم “غسان كنفاني”، وهو الروائي العبقري الذي جسد فكرة الرواية العبقرية “رجال في الشمس”، في قصة قصيرة هي “لؤلؤ على الطريق”، قبل أن يقول جملته الخالدة في سمع الزمن: “لماذا لم تدقوا جدران الخزان”، مبينا أن كنفاني كتب هذه الرواية وهو في سن الثانية والعشرين من عمره.


وقال السعافين “إن اجتماعنا هو انحياز حاسم لما يمليه الحق والضمير عند مناقشة أدب غساني وتجلي صورة فلسطين في أدبنا العربي”، داعيا إلى انعقاد مثل هذا المؤتمر في قدس الأقداس؛ حيث لا محتل ولا حراب تحول دون أن ينتدي مفكرو العروبة والعالم بحرية على أرض فلسطين.


فيما ألقى عبد السلام العطاري كلمة مندوباً عن وزير الثقافة الفلسطيني، قائلا “إن هذه المناسبة ليست جديدة لأن حديثنا عن كنفاني لم يتوقف يوماً، فهو في ذاكرتنا دائم الحضور والاستحضار في حياتنا الثقافية والسياسية والوطنية والقومية، لكن نحن بحاجة للحديث أكثر في كل مرة من أجل أن يظل المصباح مضيئاً في طريق ربما تعتم أكثر كلما أوغلنا فيها أو نسينا تفاصيلها فنجهلها”.


وأشار العطاري إلى أن هذا المؤتمر، هو مناسبة لتسليط الضوء على ما يمكن للقلم أن يقدمه في سبيل استعادة المجاز واقعاً، مبينا أن كنفاني الذي كتب عن فلسطين وضع لوحة متكاملة من الفعل الإبداعي المؤسس على شرط إنساني قائم على قوة الفرد في تغيير المصير الجماعي، وهي القوة التي إن لم يتم توظيفها فإن الأمل سينتهي.
وأضاف العطاري، إن كنفاني كان مثقفاً من طراز فريد حيث يصعب الفصل بين الواقع والخيال، مبينا أن كنفاني لم يكن سياسياً يبحث عن عالمه المثالي عبر الشعارات الكبيرة التي لا تصلح إلا لاستهلاك الجمهور، ولا صحفياً يبحث عما يغري متابعيه من أجل تزينة وقتهم المستقطع.

ويذكر أن اليوم الأول للمؤتمر يتضمن ثلاث جلسات؛ الجلسة الأولى كان محورها فلسطين في أدب غسان كنفاني.
الجلسة الثانية حول بنية الشخصيات الروائية: اللاجئ، المقاوم، المرأة، المثقف، اليهودي …الخ؛
الجلسة الثالثة للحديث عن صورة المكان: المدينة، القرية، المخيم، مدن الشتات.

شارك المقال
متابعة
هيئة تحرير صحيفة نداء الوطن