دعت لجان المقاومة وقوى سياسية في السودان لاحتجاجات جديدة، اليوم الاثنين، أطلقت عليها اسم “مليونيات السابع عشر من يناير”، للمطالبة بدولة مدنية خالصة في الخرطوم ومدن أخرى.
وفي السياق كشفت البعثة الأممية في السودان “يونتاميس” اليوم، عن استمرار مشاوراتها مع مختلف الأطراف حيث التقى رئيسها فولكر بيريتس خلال الأيام الماضية بممثلين عن الحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني علاوة على قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني ومجموعات نسوية، بهدف حل الأزمة السياسية بالبلاد، في ظل استمرار الاحتجاجات المطالبة بـ “الحكم المدني”.
“الحرية والتغيير” تقرر التعاطي بـ “إيجابية” مع المبادرة الأممية
وكانت قوى الحرية والتغيير طلبت من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، “توسيع قاعدة مبادرة الحوار” التي أطلقها مؤخرا، عبر إنشاء آلية تشمل فاعلين دوليين من دول الترويكا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
وقال الناطق الرسمي باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وجدي صالح، في مؤتمر صحافي أمس الاحد: ” لن نتفاوض مع المجلس العسكري الحالي، وقررنا التعاطي بشكل إيجابي مع دعوة المبعوث الأممي للتشاور مع التحالف وقطاعات أخرى، بشرط أن يؤدي الحوار إلى إنهاء حالة الانقلاب الحالية، ويقود إلى عملية انتقالية شاملة تفضي في نهاية الأمر إلى إقامة انتخابات حرة ونزيهة”.
وأضاف: “رؤيتنا المقدمة للبعثة الأممية تتضمن مقترحات لتطوير مبادرتها، وإنشاء آلية بإشراف أممي على أن تضم دول الإقليم والمجتمع الدولي، ودول الترويكا والاتحاد الأوروبي، بهدف تطوير المبادرة الأممية ووجود ضامنين دوليين”.
وأشار صالح إلى “ضرورة تحديد سقف زمني للعملية السياسية، وفقاً لإجراءات واضحة”، مطالباً في الوقت ذاته بـ “ضرورة انهاء حالة الطوارئ”.
حزب الأمة السوداني : هناك مطالب لتهيئة المناخ للمشاورات الأممية
من جهته، أعلن حزب الأمة السوداني، مساء الأحد، أنّ هناك مطالب لتهيئة المناخ لمشاورات الأمم المتحدة الهادفة لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وذكر البيان، أن مبادرة البعثة الأممية “تتناسق مع دعوة الحزب لاسترداد الشرعية واستكمال المسار الديمقراطي، من خلال التوحد حول القضايا الأساسية، ومن ثم جلوس جميع شركاء الفترة الانتقالية في مائدة مستديرة بمراقبة إقليمية ودولية”.
وأضاف: “سيخاطب الحزب المبعوث الأممي فولكر بيرتس بمطلوبات تهيئة المناخ للمشاورات، تتمثل في رفع حالة الطوارئ ووقف القمع الوحشي للثوار (المتظاهرين)، ووقف إغلاق الجسور وقطع الاتصالات أثناء المواكب (المظاهرات)”.
وأردف: “وابتدار تحقيق شفاف ونزيه ومساءلة حول الانتهاكات الجسيمة التي جرت، ووقف الاعتقالات وإتاحة حرية التعبير والعمل الإعلامي الحر”.
روسيا تدخل على خط المشاورات لحل الأزمة في السودان
قال السفير الروسي في السودان فلاديمير جيلتوف، خلال لقاء مع عضو مجلس السيادة الانتقالي أبو القاسم محمد برطم بالقصر الجمهوري، إن بلاده تدعم قيادة وشعب السودان، لافتاً إلى أن روسيا تعمل على مساعدة السودانيين لتجاوز الحالة الراهنة، بما يخدم المصلحة العليا للسودان.
وأوضح جيلتوف، أن دعم بلاده يأتي لإنجاح الفترة الانتقالية وعبور المرحلة السياسية الحرجة، وفقاً لما نقلت وكالة السودان للأنباء، مضيفاً أن موقف موسكو “ظل ثابتاً وداعماً لاستقرار السودان”، وأنها “تعمل حالياً على مساعدة السودانيين لتجاوز الحالة الراهنة، بما يخدم المصلحة العليا للسودان”، مبيناً “أن السودان فوق كل اعتبار”.
وأضاف السفير الروسي أن لقاءه عضو مجلس السيادة، يأتي فى سياق التشاور السياسى المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أن الجانبين بحثا مسار العلاقات الثنائية، واتفقا على تعزيزها، وترقية التعاون المشترك في كافة المجالات، بما يخدم مصلحة شعبي البلدين.
الاتحاد الإفريقي يدخل على خط الوساطة في أزمة السودان
أجرى وفد من الاتحاد الإفريقي يقوده أديوي بانكولي مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن، أول أمس السبت، مباحثات مع مسؤولين سودانيين في الخرطوم.
وقال بانكولي خلال لقاء مع وكيل وزارة الخارجية السودانية عبد الله عمر بشير، إن زيارته تأتي في “إطار تقديم الدعم والمساندة” من أجل استقرار السودان و”المساعدة في استكمال عملية التحول الديمقراطي”، بحسب بيان وزارة الخارجية السودانية.
ونقل البيان عن بشير، قوله إن “الاتحاد الإفريقي يمكن أن يسهم بصورة فاعلة في استقرار السودان ونجاح تجربة الانتقال للحكم الديمقراطي المستدام”.
والتقى بانكولي والوفد المرافق له السبت، رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، بحسب بيان للمجلس.
وجاء في البيان أن المبعوث الإفريقي سلّم البرهان رسالة خطية من رئيس مفوضية الاتحاد موسي فكي “تتعلق برؤية الاتحاد حول التطورات السياسية بالسودان وسبل الخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد”.
ونقل البيان عن بانكولي عقب اللقاء، قوله إن “الاتحاد الإفريقي مستعد لدعم التوافق السياسي بين كافة الأطراف السياسية من أجل تحقيق الانتقال السياسي بالسودان”.
وشدد المبعوث على “التزام الاتحاد بالتشاور مع الحكومة وأصحاب المصلحة وكافة المكونات المجتمعية من أجل الوصول إلى حل سياسي سلمي قابل للتنفيذ”.
ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات، رداً على إجراءات اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلاباً عسكرياً”.
ووقع البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي الماضي، اتفاقاً سياسياً تضمّن عودة الأخير إلى منصبه بعد عزله، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
يذكر أنّ حمدوك استقال من منصبه، في 2 كانون الثاني/ يناير الجاري، في ظل احتجاجات رافضة لاتفاقه مع البرهان ومطالبة بـ”حكم مدني كامل”، ولا سيما مع سقوط عشرات القتلى خلال المظاهرات منذ أكتوبر الماضي، وفق مصادر طبية غير حكومية.