تنظر الإمارات العربية المتحدة لإيران على انها مصدر تهديد أمني كبير، بشكل مباشر، نتيجة تعاظم نفوذها في المنطقة، أو من خلال وكلاء تابعين لها، أو من خلال إثارة قلاقل وتخريب داخلي.
في نفس الوقت، تعتبر إيران شريكا تجاريًا هامًا للإمارات، إذ بلغ حجم التبادلات في العام 2018 ما يصل 13 مليار دولار، وانخفضت حاليًا إلى حوالي 7 مليار دولار، بسبب الضغوطات والعقوبات الأمريكية.
حافظت الإمارات على علاقاتها مع إيران، رغم قيام عدة دول خليجية بقطع تلك العلاقات في أعقاب الهجوم على مقر البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. وتواصلت مع إيران في أعقاب الهجمات على ناقلات نفط في الخليج في العام 2019. وارتفع منسوب الاتصالات بعد إعلان الإمارات انسحابها من الحرب على اليمن، وإلغاء تجميد حسابات الودائع الإيرانية في بنوك الإمارات وقطر والكويت.
تتشارك الإمارات والكيان الصهيوني في تخوفهما من تعاظم القوة الصاروخية لدى إيران، والطيران المسير، إضافة إلى تطور برنامجها النووي.
وقد استغل الكيان هذه المخاوف، وحقق اختراقات هامة في الإمارات وبعض دول الخليج مستفيدا من الضغوط الأمريكية في عهد ترامب. فكان أن حقق الكيان جملة من المكاسب، تنسيق سياسي استراتيجي، تنسيق مخابراتي عملاني، تسويق تقنيات صهيونية في مجال الدفاع الجوي. وسعى لتشكيل تحالف أوسع يشمل أكبر عدد ممكن من دول الخليج.
كان الرد الإيراني على تحركات الكيان الصهيوني في دول الخليج واضحًا في تصريحات بعض كبار المسؤولين بأن خيانة الإمارات للقضية الفلسطينية يجعلها هدفًا مشروعًا وسهلا.
ومع توارد الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول الكبرى بخصوص برنامجها النووي، ازدادت مخاوف الإمارات والسعودية ودول الخليج من تعاظم نفوذ إيران في المنطقة، ودفعها الى فتح قنوات اتصال جديدة، وتحاور مع إيران.
تتزايد في هذا السياق، مخاوف الكيان من إمكانية تراجع العلاقات بينها وبين الإمارات، وتبعا لذلك مع دول الخليج الأخرى. ويسود اعتقاد لدى المسؤولين الصهاينة: “أن الدور المبادر والطليعي للإمارات”، كان حافزًا وغطاءً لتحركات سعودية مماثلة تجاه التقارب مع الكيان. وأن تراجع الإمارات عن علاقاتها وتنسيقها مع الكيان، سيقود السعودية إلى نفس الطريق.