انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني من ساحات المسجد الأقصى، وذلك بعد ساعات من اقتحم قوات الاحتلال الصهيوني، باحات “الأقصى”، وفض تجمعات للفلسطينيين من المصلين والمعتكفين في “المصلى القبلي”، قبل أن يقتحم عشرات المستوطنين الحرم القدسي.
وعقب اقتحام قوات الاحتلال فجر اليوم ساحات “الأقصى”، اعتقلت فلسطينيين داخل الحرم وعند باب الأسباط، مع محاصرة المصلين داخل المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة منذ صلاة الفجر، ثم قام العشرات من المستوطنين باقتحام الأقصى على شكل أفواج، ونفذوا طقوساً تلمودية، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال.
وذكرت مصادر مقدسية أن 3 أفواج من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى، وتجولوا في أرجائه مرددين شعارات دينية، وبلغ إجمالي المستوطنين الذين اقتحموا المسجد 100 مستوطن دخلوا من بابي المغاربة والرحمة.
وأفادت مصادر مقدسية بوجود عددٍ من الإصابات ومطالبات بتوجه الإسعاف إلى المكان، كما واعتدت قوات الاحتلال على النساء على أبواب مصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.
وذكرت طواقم الهلال الأحمر ب القدس إنها تعاملت مع 10 إصابات خلال المواجهات الدائرة بمنطقة باب الاسباط احد أبواب المسجد الأقصى
وتم نقل 3 إصابات منهم للمستشفى، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال تمنعهم من الدخول لباحات المسجد.
نداءات استغاثة
ذكرت مصادر فلسطينية أن المعتكفين المحاصرين داخل المسجد القبلي أطلقوا نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت تدعو الفلسطينيين من داخل القدس والخط الأخضر للتوافد على الحرم القدسي لحمايته من انتهاكات الاحتلال.
وكان عدد من الشبان الفلسطينيين ألقوا الحجارة على حافلة تقل المستوطنين الذين اقتحموا الحرم القدسي، وذكرت مصادر فلسطينية أن 5 مستوطنين جرحوا جراء إلقاء الحجارة.
الشعبية: استمرار اقتحامات الأقصى غير بعيدة عن مخطط فرض السيادة عليه
اعتبرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اقتحام المستوطنين الصهاينة هذا اليوم للمسجد الأقصى برعايةٍ وحمايةٍ من قوات الاحتلال، غير بعيدٍ عن مخطط فرض السيادة عليه، والذي يشكّل ناظمًا ومحرّكًا لكل الاقتحامات التي يشهدها الأقصى منذ سنوات، وفي سياق المخطط الأشمل الذي يستهدف فرض السيادة وتهويد مدينة القدس المحتلة بأكملها.
ودعت الجبهة في تصريحٍ لها اليوم الأحد، جميع القوى ومكونات شعبنا للتعامل مع اقتحامات اليوم للمسجد الأقصى على هذا الأساس، بما يستوجب عدم الركون للوعود الخادعة التي تقدّمها حكومة الاحتلال للوسطاء، وإلى العمل لتوحيد الموقف الوطني والتصدّي الميداني لقطعان المستوطنين وحمايتهم من قوات الاحتلال بمختلف الأشكال، والأهم أن تحسم قيادة السلطة والمستحوذين على قيادة المنظمة العلاقة مع دولة الكيان بإلغاء الاتفاقيات معها وسحب الاعتراف بها، والعمل سريعًا على إعادة توحيد الساحة الفلسطينيّة بالانطلاق مما سبق، وبتنفيذ الاتفاقيات الوطنيّة الموقّعة بهذا الخصوص.
وأكَّدت الجبهة أنّ أي تلكّؤ من قبل السلطة والمستحوذين على قيادة المنظمة في حسم العلاقة مع دولة الكيان، واستمرار التعامل مع اقتحامات الأقصى، ونهب الأرض والاعتداءات التي لا تتوقف على مساحة الضفة بما فيها القدس، من خلال عقد الاجتماعات “القياديّة” الشكلية كالتي سنشهدها مساء اليوم، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يعني سوى العجز والاستسلام أمام مخطط العدو، ومنحه مزيدًا من الوقت لاستكمال تنفيذ مشروعه الاستيطاني الاستعماري في فلسطين.
وختمت الجبهة تصريحها موجهةً التحية والتقدير لكل المدافعين عن الأقصى وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، داعيةً إلى توفير الإسناد والدعم الكامل لهم ولأهل القدس البواسل، وجددت دعوتها لجميع القوى إلى المبادرة بتشكيل لجان الحماية وتوحيد قواها في الميدان للدفاع عن شعبنا وأرضه أمام تغوّل المستوطنين وقوات الاحتلال عليهم.