شهدت عدة مدن لبنانية، اليوم الخميس، مظاهرات احتجاجا على تدهور الوضع المعيشي وانهيار الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها.
وقطع متظاهرون لبنانيون الكثير من الطرق صباح اليوم، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، وذكرت خدمة “التحكم المروري” في لبنان في تغريدة لها على تويتر أن المحتجين قطعوا السير على الكثير من الطرق والتقاطعات.
ووفق الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام في لبنان، تجمع محتجون أمام مقر المصرف تحت شعار “إسقاط منظومة الفساد والإجرام والتفقير” رافعين الأعلام اللبنانية، احتجاجا على الوضع المالي والمعيشي المتردي.
وكان رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس، دعا الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحفي، إلى “النزول للشارع الخميس، والإعلان عن يوم “غضب عارم”، معلنا “عدم تصديق وعود الحكومة”.
وتجمع المحتجون مساء أمس الأربعاء، واعتصم عدد منهم أمام مصرف لبنان المركزي في منطقة الحمرا (غربي العاصمة بيروت)، وفرع لمصرف في مدينة طرابلس مطالبين بـ “رحيل ومحاكمة المنظومة الفاسدة الحاكمة”.
وأضرم عدد من المحتجين النار بأحد المكاتب التابعة لمصرف لبنان، مما دفع القوى الأمنية إلى منعهم، كما أغلق البعض الطريق أمام المصرف بإطارات مشتعلة.
وفي مدينة طرابلس (شمال)، قطع سائقو الشاحنات وسيارات الأجرة الطرقات الرئيسية، إضافة إلى الطرقات المؤدية إلى مرفأ المدينة.
أما بمدينة صيدا (جنوب)، فقد ندد سائقو سيارات الأجرة بعدم إيجاد الحكومة خطة لمساعدتهم، وسط الارتفاع المستمر لأسعار الوقود.
كما قطع سائقو مختلف المواصلات العامة والشاحنات وغيرها، طريق البقاع شرق البلاد، التزاما بدعوة اتحادات النقل البري إلى الإضراب، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
واعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في تصريحات صحفية، أن “يوم الغضب نجح منذ الأربعاء بعد إعلان التضامن الواسع معه والالتزام التام على أرض الواقع، وهذه صرخة للمسؤولين ليقوموا بدورهم وواجباتهم تجاه الشعب”.
فيما قال طليس، للصحفيين خلال مشاركته بأحد الاعتصامات في بيروت، إن “قطع الطرقات ليس لامتصاص غضب الناس، بل لتحقيق مطالبنا، بعد أن قارب سعر صفيحة البنزين الـ 400 ألف ليرة (31 دولار بالسوق السوداء)، ومستمرون في الإضراب في مختلف المناطق”.
وأردف أن “التحرك موجه ضد الحكومة التي لم تف بوعودها بدعم قطاع النقل البري وقمع المخالفات، ولهذا السبب قررنا التصعيد والتحرك”.
وسجلت الليرة اللبنانية في الأيام الأخيرة تراجعا غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي، إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 33 ألف ليرة في السوق السوداء بينما انخفض صباح الخميس إلى ما يقارب 31 ألفا، فضلا عن تراجع حجم التدفقات المالية من الخارج، وارتفاع في حجم الدين وشح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين.
وفي مطلع يونيو/حزيران الماضي وصف البنك الدولي الأزمة في لبنان بأنها “الأكثر حدة وقساوة في العالم”، وصنفها ضمن أصعب 3 أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن الـ 19.