قبل الحديث عن اية مقدمات ; يعجز القلم عن التعبير عن عمق الجرح النازف ونحن نشاهد اهلنا في القطاع الصامد يسقطون الواحد تلو الآخر بفعل آلة البطش الصـ.ـهيونية التي تستمر بإجرامها اليومي تجاه ابناء شعبنا في ظل صمت عربي وعالمي وتواطئ مستمر من دول الظلام وانظمة البطش وليبراليو العصر الحالي المتخاذل .
مما لا شك فيه ان آلة البطش الصهيونية لم تختلف عن الحروب السابقة في عدوانها المستمر على شعبنا وأن الفارق الكبير في هذه المرحلة هو سرعة وتطور آليات الاعدام الجماعي وتبجح قوى الغرب في دعمها للكيان الغاصب تحت حجة الدفاع عن النفس ، وفي ذات الوقت ساهم التطور التكنلوجي في تعرية جرائم الكيان امام العالم فصرنا نشاهد مظاهرات مليونيه في دول غربية لطالما دافعت عن الاحتلال ودعمته بالمال والسلام لتتقدم هذا المظاهرات في شعاراتها لتنادي بالتحرير الكامل لفلسطين .
غزة في بعدها الانساني …
مخطئ وواهم من يعتقد بأن هذه الدماء الطاهرة التي تروي تراب غزة تمر مرور الكرام على مقاومتنا الباسلة ، ومخطئ من يظن بأن شهداءنا هم ارقام او حصيلة رقمية تنشر عبر تلك الفضائية او غيرها ، لأهنا في غزة الحق في الحياة ولهم الكثير من الاحلام والطموحات كسائر البشر المتناثرين في كافة بقاع الدنيا ، وإن كل قطرة دم سالت ستكون لعنة تلاحق هذا الاحتلال حتى زواله .
ولكن ، تنتشر في هذه الايام الكثير من الاقلام المدسوسة الممولة امريكيا وصهيونياً وغربياً تنادي بضرورة الاستسلام للكيان لا وبل تتبجح في حين آخر لتجرم المقاومة وتحملها مسؤولية دناءة هذا الاحتلال وذلك عبر استخدام الاستعطاف وتجاوز ذلك بجعل دماء الشهداء مادة لخيانتهم ، وهذا ما كنّا قد حذرنا منه مراراً وتكراراً وتحدث الكثير عن خطر المؤسسات التي يتم زرعها في بلداننا لإغراقها في الليبرالية لتنزع منّا الحس الوطني بل تغفلنا عن حقيقة صراعنا التاريخي والمستمر مع هذا الكيان …
صراعنا مع الاحتلال واحداث السابع من اكتوبر …
في الآونة الاخيرة كثرت الاقلام المشبوهة والاقلام الغير واعية ووجهت سهامها نحو المقاومة وتحميلهم مسؤولية ما يجري في قطاعنا الصامد وكأن للحياة شكل آخر ما قبل السابع من اكتوبر ، فالمتابع للصحافة الصهيونية يدرك بأن هذا الكيان الوحشي لا ينظر للفلسطيني والعربي على أنه يستحق الحياة كسائر البشر ، بل واكثر من ذلك هو ينظر لنا بأننا حيوانات بشرية يجب قتلها ونجد هذا واضح وبوقاحة على الفضائيات الصهيونية او عبر اعلاهم المتستر بأوجه غربية وتجاوز خلال هذه الحرب ليتم التصريح به بشكل رسمي عبر وزراء دولة الاحتلال .
ما قبل السابع من اكتوبر غزة تعاني من الفقر والظلم وسوء ظروف الحياة وانتشار الامراض والكثير من الويلات التي يعاني منها الفلسطيني جراء الحصار الجائر من الكيان الغاصب ، بالتالي لطالما توافرت شروط ودواعي مقاومة المحتل في اي فرصة ، ومن ينسى منّا فعليه ان يتذكر جرائم الكيان الغاصب بحق اهلنا في غزة فذاك الطفل الذي استشهد والديه امام اعينه اصبح اليوم مقاوماً يقاتل ببندقيته وحجره .
انه لمن الغباء والسذاجة بأن نطلب من المحتل تحسين ظروف الاحتلال ، فمنذ قيام الدولة المزعومة وهو يمارس جرائمه اليومية تجاه ابناء شعبنا حتى يكاد لا يوجد بيت فلسطيني لا يوجد فيه اسير او جريح او شهيد ، وهنا اعود لما قبل وبعد السابع من اكتوبر حيث لا تختلف الظروف انما يعاد الاعتبار لطبيعة الصراع مع الكيان وهو صراع الوجود فمخطئ وواهم من يعتقد انه من الممكن العيش بسلام بجانب القتلة والمحتلين ومخطئ من ظن يوماً بأن وحل المفاوضات والاتفاقيات التي وقفها المتنفذين في السلطة الفلسطينية ستجلب الحق الفلسطيني وعلينا ان نذكر دوماً بأن هذه الاتفاقيات ذاتها تنازلت غن 78% من التراب الوطني الفلسطيني لا وبل ابقت هذه السلطة ذليلة عاجزة تابعة للكيان .
وهنا اذكر بأن مقاومة المحتل هو حق كفلته كل الشرائع السماوية والتشريعات الدولية لا بل يتجاوز ذلك من حق لواجب وفرض على كل حر في هذا العالم ، ولربما من اللعنات التي نعيشها بشكل يومي هو عجزنا عن ممارسة دورنا الحقيقي بالوقوف والتصدي للمشروع الصهيوني والمساهمة بشكل حقيقي بدعم المقاومة وذلك بفعل الانظمة المتخاذلة التي تساهم في دعمها للكيان سراً او علناً باتفاقيات التطبيع .
لن يكون لنا نصر الا بالمقاومة فالمقاومة وحدها ادركت مبكراً لطبيعة الصراع مع الكيان وقرأت جيداً كيف يكون تحرير الارض والانسان من ظلم المحتل وبالتالي اكثر ما يخشاه هذا العالم المتواطئ هو استمرار المقاومة وهو الذي لم يستطع اخفاء صدمته وعجزه امام رد الفعل الطبيعي الذي جرى في السابع من اكتوبر انتقاماً للدماء الفلسطينية ولشهدائنا في مختلف المجازر والاعتداءات الصهيونية .
قد اصبح جلياً حجم الازمة التي يعيشها النظام الرسمي العربي جراء تشكل محور المقاومة الي يشكل خطراً حقيقياً على الكيان وبالتالي يشكل خطراً على وكلاء الاحتلال من انظمة التبعية والارتهان ، فوجود هذا المحور يشكل طعنة في خاصرة الظلام التي شكلها الامريكي عبر عشرات السنوات ، وبالتالي هنا نعود حيث نقطة البداية فقاموا بنشر الاقلام المأجورة التي تجرم من فعل المقاومة بل واصبح بعضها يطالب المقاومة بالتسليم للاحتلال وكأن هذا الاحتلال طوق نجاة الفلسطيني ; علينا جميعاً ان نقف في وجه كافة هذه المشاريع التي تسعى لتجريم المقاومة عبر بث الفتن الطائفية والتي يوفّر لها المنابر في المساجد والكنائس والجامعات والصحف اليومية .
ان أكثر من يعرف فينا ثمن الدماء هو المقاوم الذي يقاتل بأقل الامكانيات آلة حرب متطورة يقف بجانبها كل ابناء الظلام ، فهذا المقاوم اتخذ من الكرامة دافعاً للقتال والاستمرار بالنضال حتى النصر والتحرير ، بالمقاومة تكون عزتنا وبالمقاومة فقط نبني دولتنا الفلسطينية المستقلة على كامل ترابها الوطني ، هذا المقاوم الذي نهض كطائر العنقاء من تحت الرماد لن يهزم .