في ظل توتر الأجواء السياسية.. وفد صهيوني في السودان للقاء البرهان وقادة عسكريين

نداء الوطن
6 دقيقة وقت القراءة
السودان: مشاورات لحل الأزمة السياسية

أعلنت هيئة البث الرسمية للكيان “كان”: “أن وفد إسرائيلياً وصل صباح أمس الأربعاء، العاصمة السودانية الخرطوم، والتقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقادة عسكريين كبارا”.

وأوضحت الهيئة أن هذا هو “أول وفد يتم الكشف عن زيارته منذ استقالة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك“.

وأشارت الهيئة في نبأ مقتضب إلى أن الطائرة هبطت بالفعل في مطار الخرطوم وعلى متنها وفد رسمي، وأنها توقفت في مدينة شرم الشيخ المصرية قبل منحها إذن الطيران مجددا إلى السودان.

وأشارت “كان” إلى أنه يتوقع أن يعود الوفد إلى إسرائيل خلال الليلة المقبلة.

في حين كشف مصدر عسكري سوداني للجزيرة تفاصيل حول زيارة غير معلنة لوفد صهيوني، الأربعاء، للعاصمة السودانية الخرطوم، في ظل التوترات السياسية الجارية.

وقال المصدر إن الزيارة “تمت بالتنسيق مع القائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو”.

وأكد مصدر مطلع لـ”القدس العربي” أن الزيارة التي تستمر حتى مساء اليوم جاءت بطلب من الكيان، وأن نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، كان في استقبال الوفد التابع للموساد بمطار الخرطوم منتصف ظهيرة أمس، والتقى بعدها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأكد، من دون كشف اسمه، أن اجتماعا ثلاثيا بين قادة الانقلاب والوفدين الأمريكي والصهيوني، سينعقد خلال الساعات المقبلة، لمناقشة ملفات أمنية.

البرهان وحميدتي والعطا يلتقون مساعدة وزير الخارجية الأميركي

بالتزامن مع زيارة الوفد الصهيوني وصل وفد أمريكي الأربعاء، إلى الخرطوم، لإجراء مباحثات مع قادة الجيش السوداني.

وقال مصدر عسكري سوداني لـ”الشرق”، الخميس، إن 3 أعضاء بالمكون العسكري في المجلس السيادي الانتقالي هم رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان حميدتي، وياسر العطا، عقدوا اجتماعاً مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية، مولي في.

وكان وفد دبلوماسي أميركي بقيادة في، ومبعوث القرن الإفريقي الجديد ديفيد ساترفيلد، وصل العاصمة السودانية الخرطوم، فجر الأربعاء، لتأكيد دعوة واشنطن السلطات الأمنية إلى إنهاء “العنف واحترام حرية التعبير”.

وفي وقت سابق، أكد البرهان، أن ملف العلاقة مع الكيان كان ضروريا لإعادة بلاده إلى المجتمع الدولي.

وكان قادة الولايات المتحدة والكيان والسودان قد أعلنوا ببيان مشترك في أكتوبر 2020 رسميا، عن توصل الخرطوم وتل أبيب لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

توترات سياسية واحتجاجات في السودان

وتأتي هذه الزيارات في خضم توترات سياسية واحتجاجات شعبية تهز عددا من المدن السودانية تنديدا بسياسات المجلس العسكري، رافقها مطالبات دولية بالعودة إلى مسار الديمقراطية والحل التفاوضي السلمي للأزمة.

وندد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بزيارة الوفد الصهيوني وبالعلاقات القائمة بين المجلس العسكري في الخرطوم والكيان.

“القوى الشعبية لمقاومة التطبيع في السودان” (قاوم) نددت فيه بزيارة الوفد الصهيوني للبلاد

أصدرت “القوى الشعبية لمقاومة التطبيع في السودان” (قاوم) بيانا، نددت فيه بزيارة يجريها وفد إسرائيلي للبلاد.

وقالت “قاوم” إنها ترفض كل علاقة مع هذا الكيان انطلاقا من مبادئ أهل السودان النابعة من عقيدتهم والمتسقة مع كل قيم الإنسانية والفطرة السوية التي ترفض التعامل مع المعتدي والظالم والمغتصب، وتمكين عدوها من نفسها مهما كانت براعة الحيل ونفاق المخابرات.

وأكدت أن ما أقدمت عليه حكومة الفترة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني من بسط العلاقة مع الكان لم ولن يجني منه السودان أي فائدة بقدر ما جناه الكيان من فوائد لا تحصي ولاتعد، مشددة على أن تلك الخطوات كانت دون تفويض شعبي ولا سند قانوني.

وأفادت في البيان أن الكيان ظل يعمل سرا وعلانية على تمزيق الممزق وتجزئة المجزأ والاستثمار في مناخات الفتن والصراعات والخلافات بصب الزيت على نارها لتزداد اشتعالا وتمزقا وإنه إدعى نفاقا “الصداقة المستحيلة”.

وشددت القوى على أن الواجب يحتم الاجتماع والوفاق حول القضايا الوطنية والوعي بالمخاطر على الأمن القومي بعيدا عن تآمر الأعداء المتربصين بالوطن وعلى رأسهم الكيان.

ودعت في بيانها قادة الدولة تجنيب البلاد هذه المخاطر الناتجة عن الخداع الاستخباري، كما ناشدت كل الشعب وقياداته كافة التعبير عن هذا الرفض الواعي بالطرق السلمية وفي كل المنابر.

وأكدت أنها ستظل تنظر للكيان بأنه أكبر مهدد للأمن القومي السوداني.

لقاء حزب الأمة السوداني ورئيس البعثة الأممية بالبلاد فولكر بيرتس

اعتبر حزب “الأمة القومي” السوداني، الأربعاء أن مشاورات المبادرة الأممية لحل الأزمة السياسية، لا يمكن إجراؤها في ظل حالة الطوارئ والقتل والاعتقالات ومهاجمة المستشفيات وتكميم الإعلام وغيرها من ممارسات انقلاب، السائدة في البلاد.

جاء ذلك في لقاء، عقد عبر الفيديو، بين وفد من الحزب ضم رئيسه فضل الله برمة ناصر، ونائبته مريم المهدي، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في البلاد “يونيتامس”، فولكر بيرتس.

وذكر بيان صادر عن الحزب، أن الوفد سلم خطاباً للبعثة بشأن “المشاورات حول العملية السياسية في السودان”.

وأوضح أن اللقاء تناول تفاصيل موقف الحزب ورؤاه حول المشاورات (..)، ومتطلبات تهيئة المناخ الملائم لها.

وأضاف:” ما يراه الحزب مطلوبا من البعثة من حياد وشفافية، على ألا تقف محايدة إزاء الانتهاكات وينتظر أن تدينها بوضوح”.

“الحرية والتغيير” تدعو لوقف “العنف الممنهج” ضد المدنيين‎‎

وفي السياق دعت قوى “إعلان الحرية والتغيير” السودانية، الائتلاف الحاكم سابقا، الأربعاء، إلى وقف ما قالت إنه “عنف ممنهج وقمع تشنه السلطات الانقلابية في مواجهة الثوار المدنيين”.

جاء ذلك خلال لقاء وفد من الائتلاف مع وفد أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، مولي فيي، وعضوية المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الإفريقي، ديفيد ستارفيلد، والقائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم، براين شوكان.

وقال المتحدث باسم “الحرية والتغيير”، وجدي صالح، في مؤتمر صحفي، إن “الوفد تناول خلال اللقاء العنف الممنهج والقمع الذي شنته السلطات الانقلابية، في مواجهة الثوار المدنيين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصا (منذ بدء الاحتجاجات في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) وجرح واعتقال المئات”.

شارك المقال
متابعة
محرر في صحيفة نداء الوطن