معاداة السامية، سلاح مضلل بيد السلطة الفرنسية

د.موسى العزب
4 دقيقة وقت القراءة

رئيس مجلس الشيوخ ورئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية، يدعوان إلى “مسيرة كبرى” ضد معاداة السامية، يوم الأحد القادم.

في خطوة خبيثة، دعا رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي؛ جيرار لارشيه، ورئيسة الجمعية الوطنية؛ يائيل براون بيفيه إلى “مسيرة مدنية كبرى” ضد معاداة السامية بعد ظهر يوم الأحد القادم في باريس، ويبدو بأن دعوتهم هذه تجيء بعد عودة يائيل براون من تل أبيب والتي زارتها لتأكيد تأييد السلطة التشريعية الفرنسية لسياسات “إسرائيل” ضد الفلسطينيين.. وتجيء هذه الخطوة بعد أن بدأت الرئاسة الفرنسية تتوجس من تصاعد وتجذر الرأي العام الفرنسي المعادي للسياسات الإسرائيلية.

وقد نشرت صحيفة لوفيجارو اليمينية، يوم أمس الثلاثاء، نداء رئيسي المجلسين التشريعيين الفرنسيين، يعبر بشكل فاضح عن إزدواجية المعايير، والنزعة العنصرية للطبقة الفرنسية الحاكمة.
حيث دعيا جميع أولئك الذين يعتبرون أنفسهم يمثلون “قيم جمهوريتنا” إلى السير معاً في باريس، بين مقري الجمعية الوطنية، ومجلس الشيوخ.
وهكذا أسموها “مسيرة من أجل الجمهورية وضد معاداة السامية. مسيرة من أجل فرنسا لحقوق الإنسان ومن أجل الأمة الموحدة. مسيرة للتنديد بحاملي الكراهية. مسيرة من أجل إطلاق سراح الرهائن ومن بينهم ثمانية من مواطنينا”.
هكذا لخصا أهداف المسيرة، دون أن يشيرا بأي كلمة إلى ضرورة وقف إطلاق النار على غزة، أو ضرورة حماية المدنيين من القتل الممنهج،

اليمين الفرنسي يحاول إستعادة زمام المبادرة من الشارع

وفي إشارة إلى إزدياد حالات الرفض، والتنديد بالسياسة الإسرائيلية، أضاف النداء بأن “الخوف يترسخ، ويصبح أمراً شائعاً إذا لم نتحرك”. وأكد أن “البداية ضرورية، لنظهر بوضوح أن فرنسا لا تقبل معاداة السامية وأن الفرنسيين لن يستسلموا أبدا، لحتمية الكراهية”. ثم يعرضا عددا مما أسمياه حوادث معادية للسامية.
وكان وزير الداخلية في الحكومة الفرنسية دارمانين قد حذر بأن الأعمال المعادية للسامية قد تفجرت بشكل كبير، ويجب البدء بإتخاذ إجراءات رادعة!!

من ناحيتها دعت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية العنصرية، جميع ناخبي ومناصري حزبها إلى المشاركة في المسيرة “المناهضة لمعاداة السامية” وأعلنت : “لقد حان الوقت للشعب الفرنسي لكي يعبر عن رفضه التام للزيادة المذهلة في “أعمال معاداة السامية, حيث واجه مواطنونا اليهود أعمالا من هذا النوع لفترة طويلة جدا”. ونددت بمسؤولية “الأيديولوجيا الإسلامية” في تأجيج الكراهية.
وعندما تم تذكيرها، بماضي الحزب ذي النزعة العنصرية المعادية لليهود والأقليات، بررت بأنها قامت “بالإنفكاك” عن ذلك التاريخ، ولهذا السبب “فإن دعم مواطنينا من الديانة اليهودية هو أحد هذه المواضيع”، وأضافت: “لقد تعلمت الإستفادة العواقب”.
ومن جانب ٱخر، فقد أكدت أحزاب أخرى من اليمين العنصري والفاشي بأنهم سيكونون حاضرين في المسيرة، ودعوا إلى التعبئة لمظاهرة حاشدة.

اليسار الراديكالي لن يشارك..

حزب فرنسا الأبية أعلن بأن نوابه “لن يشاركوا” في المسيرة، كما ندد بشدة بالمشاركة المعلنة لحزب التجمع الوطني العنصري، وأكد ممثل مجموعة تحالف اليسار البرلمانية: “بإن مكافحة معاداة السامية، يجب أن تلتفت أيضا إلى جميع أشكال العنصرية، ومن النفاق السير إلى جانب حزب يجد أصوله في تاريخ التعاون مع النازية”.
وفي بيان صحفي تم توزيعه صباح اليوم الأربعاء، شكك حزب فرنسا الأبية بالأهداف الزائفة للمسيرة، وغموض وإرتباك دوافعها. “ إن محاربة معاداة السامية، يجب أن تكون وبدون لبس، جزء من محاربة العنصرية بكافة أشكالها”.
من جانبه، ندد جان لوك ميلانشون، زعيم الحزب، بالتظاهرة، وأشار بأنها ليست أكثر من “مجاميع من الأصدقاء الذين يدعمون المذبحة بشكل غير مشروط”.
مراجعات في الصحافة الفرنسية

شارك المقال
متابعة
  • الدكتور موسى محمد عبد السلام العزب
  • * مواليد عمان/ في 2 أيار 1951.
  • * حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة وهران/ الجزائر في العام 1978.
  • * عمل في المستشفيات والمراكز الطبية للهلال الأحمر الفلسطيني في سورية ولبنان، حتى العام 1982.
  • * حاصل على شهادة التخصص العليا في أمراض النساء والتوليد من الجامعات الفرنسية عام 1986.
  • * عمل طبيباً إختصاصياً لأمراض النساء والتوليد في مستشفى الهلال الأحمر الأردني لمدة 25 عاما، وعيادة خاصة حتى اليوم.
  • * عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.
  • * منسق الحملة الوطنية، "صحتنا حق".
  • * ناشط إجتماعي ونقابي وسياسي وإعلامي، لمدة تمتد لأربعة عقود.