كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن أن برنامج التجسس “بيغاسوس” التابع لشركة “NSO” الصهيونية، كان قد تم تحميله على هاتف زوجة الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل أشهر من مقتله.
وأكدت الصحيفة بحسب التقرير، أن السلطات الإماراتية قامت بتثبيت برنامج التجسس على هاتف زوجة خاشقجي حنان العتر، بعد استجوابها في مطار دبي، قبل أشهر من مقتله وتقطيع جثته في أكتوبر 2018″.
وقالت إن المعلومات الجديدة تتحدى مزاعم شركة “NSO” الصهيونية بأن زوجة الصحفي المقتول حنان العتر “لم تكن هدفا”.
وبيّن أن الكشف عن هذه المعلومات هو جزء من تحقيق مستمر تنسقه منظمة الصحافة غير الربحية “Forbidden Stories” وتضم مجموعة من المؤسسات الإخبارية، في برنامج “بيغاسوس” للتجسس، الذي تم بيعه إلى الحكومات من شركة “NSO” وتم استخدامه لمراقبة الصحفيين والساسة ونشطاء حقوق الإنسان.
وقالت “NSO” إنه ليس لديها دليل على استخدام برامج التجسس الخاصة بها لاستهداف العتر، لكن التحليل لهاتفها الذي أجراه بيل مارزاك، من مجموعة أبحاث الأمن السيبراني “Citizen Lab”، وجد دليلا على أنه تم تحميل “بيغاسوس” يدويا على هاتف العتر أثناء احتجازها من السلطات الإماراتية في نيسان/ أبريل 2018.
وأوضحت الصحيفة أن العتر مضيفة طيران الإمارات سابقا، سلمت هاتفيها الخلويين وجهاز كمبيوتر محمولا وكلمات مرور تعمل بنظام “Android” عندما حاصرها رجال الأمن في مطار دبي.
وقالت إنهم اقتادوها، معصوبة العينين ومقيدة اليدين، إلى زنزانة استجواب على أطراف المدينة. وهناك تم استجوابها طوال الليل وحتى الصباح، بشأن زوجها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
في اليوم التالي، في الساعة الـ10:14 من صباح 22 أبريل 2018، وبينما كانت أجهزتها لا تزال في الحجز الرسمي، فتح أحدهم متصفح Chrome على أحد أجهزة Android.
ونقر الشخص على عنوان أحد مواقع الويب – “https: // myfiles [.] photos / 1gGrRcCMO” – على لوحة مفاتيح الهاتف، ليقوم بخطأين إملائيين، ثم ضغط “go”، وفقا لبيان جديد للتحليل الذي قام به خبير الأمن السيبراني بيل ماركزاك من “Citizen Lab”. واستغرقت العملية 72 ثانية.
وأرسل الموقع إلى الهاتف حزمة برامج تجسس قوية تعرف باسم “Pegasus”، وفقا للتحليل الجديد.
وخلال الأربعين ثانية التالية، أرسل الهاتف 27 تقرير حالة من متصفح الويب الخاص بها إلى خادم موقع الويب، لتحديث التقدم الذي كان يحرزه في تثبيت برنامج التجسس.
وأعادت السلطات الإماراتية إلى العتر أجهزتها بعد أيام عدة من إطلاق سراحها.
ووجد تحليل أجراه ماركزاك أول مؤشر على أن وكالة حكومية إماراتية وضعت برنامج تجسس من الدرجة العسكرية Pegasus على هاتف استخدمه شخص ما في الدائرة المقربة لجمال خاشقجي في الأشهر التي سبقت مقتله.
وقال إن تحميل بيغاسوس على هاتفها قد يعني سرقة محتوياته وتشغيل ميكروفونه. لكنه قال إن المشغل الإماراتي لم يقم بكتابة عنوان الموقع للمرة الثانية، وهو ما يُتوقع عادة في حالة فشل المحاولة الأولى.
وكانت العتر زوجة خاشقجي الرابعة بعد ثلاث حالات طلاق سابقة له، وفق ما أوردته “واشنطن بوست”.
كذلك كشفت الصحيفة عن أن هاتف العتر تعرض لمحاولات سابقة لزرع برنامج “بيغاسوس” فيه، دون أن تدري بذلك. وقالت إنّ الاستخبارات الإماراتية حاولت زرع برنامج التجسس الخبيث منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، عبر إرسال روابط على هاتفها وإيهامها بأنه في حال فتحتها فستتلقى باقة ورود، أو صورا جديدة من أفراد عائلتها.