يحصر الكتّاب المختصون والمحللون المدافعين عن نهج الحكومة وآلياتها وأشخاصها خطابهم بأمرين: الأول التكتيك الهجومي عبر تجريم ما تطرحه المعارضة او تسخيفه في أقل الاحوال من باب المجاملة الاجتماعية والثاني عبر التخوين وكأن هؤلاء الكتّاب هم وحدهم القادرون على تطويع اللغة لكتابة صكوك الوطنية وختمها!
فعلا انها ظاهرة جديرة بالدراسة وأنصح بتغيير هذا الخطاب أو تغيير الكتّاب أنفسهم لأنهم يستهلكون نفس العبارات ونفس اللغة بمضامينها التي بات قارؤها معتادا على سماعها ولم تعد مؤثرة ولا تجدي نفعا ولا أعلم اذا كانت لدى هؤلاء الكتاب القدرة على تطويرها.
كل من له رأي ويعبّر عنه هو حاقد على الوطن! هذه اللغة أعرض عنها أبو جهل بعد سنتين من الدعوة الاسلامية. هل الحراك المطلبي والحراك الديمقراطي والسياسي أصبح “يخزق السقوف ويفخت الدفوف؟” ومن يطالب أن يعيش بكرامة في بيته المستأجر وأن يستطيع تأمين خبز وكاز لأولاده أصبح رفع لل”دوز” هل بات كل من يكتب أو يعارض شخص تافه “ولد” لا يملك الحد الأدنى من الوعي ليقرر أين يقف يمينا أو يسارا والمفارقة أن من يدّعي على جيل كامل بهذا الوصف قد طار بتذكرة مدفوعة الثمن من أقصى اليسار الراديكالي الى أقصى اليمين التسحيجي المتطرف، هل فعلا كان تائها قبل أن يطير؟ هل لا زال تائها “ومش شايف قدامه” وأصبح يعتمد على show فارغ يكيل فيه التهم يمينا ويسارا؟
اننا نعيش أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة ولا أعتقد بأن الحل هو في اقصاء المعارضة الوطنية عبر خطاب تخويني تكفيري بل في حكومة انقاذ وطني تضم كافة أطياف المعارضة، وفيما يتعلق بانفعال بعض الحالات الشابة التي تعبّر عن رأيها في مواقع التواصل الاجتماعي ومن الممكن أن تأخذهم الحماسة في الحوار، أعتقد بأن اقصاءهم وتخوينهم ووصفهم ب”الحاقدين” هو حالة دفاعية لا مبرر لها والأجدى هو تمكين الشباب وتسهيل دخولهم الحياة الحزبية وعدم ملاحقتهم واعتقالهم وتخويفهم وترهيبهم مما سيخلق مناخا سياسيا تحفيزيا لكتّاب الحكومة بحيث يكونوا أكثر منطقية وعقلانية في طرحهم!