تأتي الذكرى الاولى لعملية طـ.ـوفان الاقـ.ـصى في 7/تشرين اول بعد يوم واحد لذكرى 6/تشرين اول/1973، وكلتا العمليتين تؤكدان على تفكيك هذا الكـ.ـيان عاجلاً او آجلاً.
وان رحيل هذه العصابة الصهـ.ـيونية التي تديره بابشع صور الادارة المعتمدة على القتل والتدمير باسلحة امريكية واوروبية عالية التفجير وبحماية رسمية من هذا الغرب المسؤول عن شقاء سكان العالم بعد ان كشفت طوفان الاقصى عن عيوبه الكثيرة، وحققت انتصاراً كبيراً في حاضنته الشعبية بعد ان انتصر احرار العالم الحر للرواية الفلسطينية بكل ابعادها من حيث عدالتها بعد ان تخلى النظام الرسمي العربي عن تبنيها بشكل عملي حيث ساهم هذا النظام بما وصلت اليه الحالة العربية عموماً والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
لقد اصبح واضحاً لكل من يعنيه الامر ان المقاومة ستبقى اولاً ودائماً هي الحل الحقيقي لانتزاع حقوقنا وهذا لن يتحقق دون معالجة حقيقية لاوضاع الدولة القطرية العربية، خاصة حواضر هذه الامة تاريخياً، دون ان اجزم ان هذه الحواضر هي فقط مفتاح الحل واقصد هنا مصر، سوريا والعراق، فقد يأتينا الفرج من اليمن مثلاً الذي اعتقد الغرب بعد ان قاد تحالفاً شريراً ضده برئاسة امريكا ومشاركة عربية مشبوهة حرباً ظالمة استطاع اليمن ان يخرج منها اشد عوداً والاكثر عوناً لشعبنا العربي في فلسطين، ومترجماً صادقاً لمعادلة ان الغرب عندما يشعر ان تكلفة وجود هذا الكيان اكثر مما يجنيه من بقائه في المنطقة فإنه يبدأ تدريجياً بالتخلي عن هذا الدعم اذا ما نجح محور المقاومة في تصعيد مواجهة هذا الكيان، خاصة بعد ان فشل الغرب بقيادة امريكا في عزل العراق عن المشاركة في الدفاع عن المقاومة الفلسطينية بعد ان ظن هذا الغرب انه نجح في تحييده عن مقاومة وجود هذا الكيان وامريكا في المنطقة. واذا ذكّرنا لمن لم تسعفه ذاكرته في الوقوف امام حقيقة ان لبنان تعرضت الى احتلال همجي لاقتلاع المقاومة الفلسطينية منه وتحجيم دور الحركة الوطنية والقومية فيه التي تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية، فمن تحت الانقاض التي خلفتها الهجمة الهمجية لجيش الكيان الارهابي، خرج حزب الله من بين هذه الانقاض واستطاع عبر بطولاته خلال عقدين من الزمن ان يُرغم هذا الجيش على الانسحاب ذليلاً مكسوراً هو واعوانه الخونة في سنة 2000، اما سوريا التي قادت مع الشقيقة مصر في 16 تشرين 1973 حرباً على هذا الكيان قوضت امكانية استمرار وجوده حيث حالت مراكز القوى الغربية والشرقية في اكتمال المهمة!؟ لا بل تم توظيف بطولات الجيش المصري والسوري الى اخراج مصر من معادلة الصراع بعد ان وقع نظام السادات الاتفاقية المشؤومة (كامب ديفيد). في هذه الاجواء الساخنة جداً كان شعبنا العربي في فلسطين يعيش مخاضاً كرد فعل على كل ما سبق حيث انتفض على الكيان الصهيوني وجيشه الارهابي في انتفاضته الاولى، مؤكداً ان تحجيم المقاو مة الفلسطينية وادواتها لن ينهي هذا الصراع مع هذا العدو الصهيوني، فكما وُلد حزب الله من رحم الامة فقد وُلدت حماس والجهاد الاسلامي من نفس الرحم في وقت اصبح الخطاب الاسلامي اكثر تصدياً للكيان بالسياسة والسلام، بعد ان حجم الغرب دور القوميين واليساريين من حمل سلاح المواجهة نسبياً، وبدت المقاومة في مقارعة هذا الكيان على اكثر من صعيد سياسياً وعسكرياً خاصة وان سوريا ونظامها كان حاضنة حقيقية لقوى المقاومة هذه.
اليوم نلتقي في تشرين ونختصر العقود من سنوات الجمر والمواجهة وتصبح هذه المواجهة اكثر تعبيراً عن صراع اقليمي ودولي ادواته تغيرت وثبتت مضامينه في ان امريكا والغرب انتجوا هذا الكيان، كمخرج من مخرجات ما بعد الحرب العالمية الثانية فالكيان الصهيوني في فلسطين والامم المتحدة ومؤسساتها (مجلس الامن، مجلس حقوق الانسان، المحكمة الجنائية الدولية وغيرها الكثير) كلها ادوات الغرب في مهاجمة العالم على الصعد السياسية والعسكرية والاجتماعية، وهذا اصبح واضحاً لاحرار العالم بعد ان كشفت طوفان الاقصى زيف الرواية الصهيونية حول فلسطين التي راجت قصتها لاكثر من سبع عقود، بعد ان كانت امبرطوريات الاعلام الوسيلة الانجع في ترويج هذه الرواية!؟.
نعم انه الكيان الذي على طريق التفكيك والجيش الذي لم يعد اداة الغرب المناسبة والحاضنة التي لم تعد كما كانت في تبني تلك الرواية البائسة، انها حقيقة انتصار القضية الفلسطينية وفي ثنايا ذلك القضية العربية التي كانت وما زالت انظمة الاستبداد العربية العقبة الرئيسية امام قوى المقاومة في الخلاص من هذا الكيان من جهة وفي الحيلولة دون حصول امتنا على حقوقها السياسية كطريق اوحد لتحقيق امالها في اقتصاد عربي معافى يعكس حياة اجتماعية اكثر عدالة في وطن مجزأ عززت هذه الانظمة من استمراره وتجلت اضراره بهجرة شبابنا وضياع طاقاتها بسبب انعدام فرص العمل والابداع وتراجع نسب النمو وارتفاع العجز في الميزان التجاري بالاضافة الى نسب بطالة وفقر مرتفعة.
ان تضحيات شعباً شكّل حاضنة صادقة لمقاومة امة اكدت مراراً انها ستبقى الرحم الامين لهذه المقاومة ما دام هذا العدوان مستمراً عليها وما دام هذا الكيان مغتصباً لوطنٍ اسمه فلسطين اولاً ومهدداً لهذه الامة على مساحة الوطن العربي الكبير دائماً.