الخرافات التي أغفلها غارودي

د.موفق محادين
5 دقيقة وقت القراءة

في كتابه حول ما أسماه بالأساطير الإسرائيلية تناول المفكر الفرنسي روجيه غارودي العديد من هذه (الأساطير) وفاته الكثير منها وهي (خرافات) وليست أساطير، ومنها على سبيل المثال:

1. أن اليهود ليسوا جماعة واحدة مركزية بل جماعات كما يلاحظ المفكر المصري الراحل، عبد الوهاب المسيري، ومن معطيات ذلك تنوع أعراقهم وسلالاتهم وآلهتهم من يهود إلى الأيلوهيم، وكذلك حضور الزمان المتعدد أكثر من المكان الرمزي.. وثمة دراسات تؤكد أن قسماً كبيراً من اليهود الغربيين هم من أصول خزرية تركية.

2. فكرة الابن الأصغر وليس الأب المركزي (إسحاق لا إسماعيل من إبراهيم، ويعقوب لا عيسى من إسحاق، ويوسف من يعقوب) كما كان موسى عندهم يصغر هارون.

3. العقم التاريخي مقابل الإنجاب بالنعمة الخارجية (إبراهيم وسارة، إسحاق ورفقة، يعقوب وراحيل) وكذلك (إسرائيل الحالية) التي ولدت بالنعمة البريطانية والاستعمارية.

4. النظام الربوي الإقطاعي الذي اصطدم طويلاً مع النظام الرأسمالي المركزي.

5. بعكس ما يقولونه عن أنفسهم من أنهم شعب الله المختار فهم حسب روايتهم أبناء حرام يتحدرون من علاقة يهوذا (أحد الأسباط) مع تامارا زوجة ابنه عير (سفر التكوين 38) وكذلك علاقة آمنون ابن داود مع شقيقته (تامارا) (سفر الملوك الثاني K). بل إنهم أعادوا التاريخ البشرية كله إلى علاقة حرام (لوط وبناته).

6. كذبة الانتحار الجماعي في مسعده القديمة وحوض الراين وميناء حيفا 1940، حيث تبين أن عصابة الهاغناه اليهودية الإجرامية (التي شكلت إسرائيل لاحقاً) هي التي فجرت الباخرة باترييه عندما رفض اليهود مغادرتها بعد أن اكتشفوا أنهم في ميناء حيفا وليس ميناء نيويورك.

فاخترعت الحركة الصهيونية كذبة الانتحار الجماعي احتجاجاً على رفض بريطاني مزعوم لاستقبال هؤلاء اليهود، تاماً كما اخترعت كذبة الانتحار الجماعي في مسعده (مسادا) حتى لا يستسلم اليهود للرومان ويذكر المؤرخ اليهودي كوستلر كذبة أخرى ويدحضها بالوثائق وهي الكذبة المعروفة بكذبة ماينس في حوض الراين والتي تقول أن اليهود عندما خيروا بين التعميد والموت، اختاروا الموت. (كوستلر – دولة الخزر ص204).

وبالإضافة للخرافات السابقة، ثمة خرافات يهودية قائمة على التأويلات اللغوية والاتكاء على هذه التأويلات لإصدار شهادات ميلاد جغرافية وأخرى دينية يهودية مزعومة، ومن ذلك:

1. كذبة الخرافات اليهودية في القدس كما دحضها الدكتور عبد العزيز الخياط في كتابه (اليهود وخرافاتهم في القدس) فسور سليمان ينسب إلى سليمان بن السلطان سليم الأول. وقبة سليمان واصطبلات سليمان ينسب إلى سليمان بن عبد الملك.

وقبة يوسف تنسب إلى الناصر صلاح الدين الأيوبي واسمه الحقيقي “يوسف بن أيوب” وقبة موسى، تنسب إلى ناظر الحرمين موسى بن بدر الدين الأيوبي. وبرج داود، ينسب إلى الملك الناصر داود. ومهد عيسى “مكان سجود تحت ساحة المسجد الأقصى” ينسب إلى الملك الأشرف عيسى المعظم الأيوبي.

ولا يترك الدكتور الخياط، شاردة أو واردة في هذا المجال، إلا ويعيدها إلى نصابها ومجالها التاريخي.

وتكمن أهمية هذا الكتاب في المبادرة نفسها لمراجعة كل ما اعترى الثقافة الشعبية من التباسات، لم تقتصر علينا فقط، بل امتدت لتاريخ الثقافة الشعبية العالمية التي تشكل جزء منها تحت تأثير المؤرخين والشارحين اليهود، وحاول جيمس فريزر في القرن التاسع عشر إلقاء الضوء عليها وكشف الانتحالات اليهودية فيها.

2. الجزء اللغوي لتأويلات الأسماء في التوراة حيث يردها كمال صليبي في كتبه حول التوراة وغرب الجزيرة العربية إلى أصول لغوية جغرافية مركبة، مثل:

– اشتقاقات أساف (إله وثني قديم) أو (وسف) بمعنى (سمن) إله أيسر والزيادة) ومنها يوسف.

– اشتقاقات الكلمة المصرية (المسا) التي تعني ما يخرج من المخاض بعد الولادة.. ومثله فرويد الذي رد كلمة موسى إلى مقطعين المو (الماء) وسا.

– اشتقاقات (العقب) وهو رمز للخصوبة ومنه يعقوب.

– إبراهم وساري الأول من اسم الاسم العربي أبو رهم (المطر الخفيف) وساري من مرتفعات غرب الجزيرة التي تطل على حوض وادي بيشة.

– إسحق (يصحق) بمعنى يضحك أو يعطي) ويفيض وكان إلهاً للآبار.

– بنيامين، نسبة إلى بني يمن أو بن يامن (اسم قديم لعرب اليمن).

– العبرانيون ومفردها عبري نسبة إلى عبر في أرض تهامة.

– رفقة زوجة إسحق، والأصل ربقة، وهي مشتقة من آلهة الخصوبة في الحجاز القديمة.

– مريم، أخت موسى وهارون، وهو اسم مشتق من قرية في تهامة.

شارك المقال
كاتب ومحلل سياسي أردني