تنتشر الشائعات في الأردن بشكل كبير ومتسارع، وبعضها يدخل في اللامنطق الا انه يبقى قابلًا للتصديق بالنسبة للمواطنين.
والأمر الذي يجب أن يستوقف الحكومة هو: ما سر هذه السهولة لدى الناس في تصديق الشائعات المتعلقة بالاداء الحكومي؟!! على سبيل المثال، لو انتشرت شائعة أن الحكومة قررت فرض ضريبة على الهواء، فإن الناس ما رح تستبعد القصة ويمكن تصدقها.
الناس تصدق الشائعات لأنها لا تثق بالحكومة والناس لا تثق بالحكومة لأن تجربتها معها ومع كل الحكومات التي سبقتها كانت سيئة من ناحية القرارات التي يتم اتخاذها ويكون آخر همها مصلحة المواطن، إضافة الى منظومة الفساد والمحسوبية والواسطة التي تطغى على أدائها.
في ظل هكذا حكومات، لن نستغرب من شائعة تعيين وزير لألف موظف من عشيرته، أو ترقية موظف لا يحمل شهادة التوجيهي ليصبح مديرًا للبحث العلمي، أو فرض ضريبة على المشي على الرصيف أو حتى خصخصة المدارس الحكومية.
الحكومة الجادة في مواجهة الشائعات واستعادة ثقة المواطن، عليها أولًا ان تكون من رحم الشعب، وثانيًا وثالثًا واخيرًا ان تكون قراراتها نابعة من الحرص على مصلحة الوطن والمواطن.