جفت الصحف، وتوقف القلم في زمن العهر والمهانة، ولم يبقى سوى تلك الوصايا البسيطة التي تُكمل درب “لا تمت قبل أن تكون ندا”.
ما بعد أوسلو المشؤوم حصد الاحتلال الصهيوني العديد من المكافئات والهبات التي قَوّيَ بها على الشعب الفلسطيني، ليس في الأرض فقط، بل في زراعة المستوطنين ومضاعفة أعدادهم على أرض فلسطين المحتلة بكل أجزائها إلا غزة.
مايحصل الآن من حرب الإبادة الاسيتطانية هو نتيجة جهد منظم من أسرلة الوطن المحتل وجزء من السياسات الإحلالية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين. هذا العمل المنظم الذي ساهمت في نموه بشكل أو بأخر السلطة الفلسطينية، سيما حتى أخر أحداث حوارة والتي لم تحرك أي من أجهزة السلطة لحماية شعبنا من قطعان المستوطنين.
مايحدث في الضفة الغربية والقدس وعموم فلسطين منذ فترة يستحق الكثير من التأمل والتحليل، فهذا العمل المتراكم من الكفاح المسلح بكل أشكاله وأدواته يعيدنا الى السؤال الأهم عن غياب دور الفصائل الفلسطينية من جهة، وانغماس دور السلطة في التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني من جهة أخرى، وما بين ذاك وذاك يجد الشعب الفلسطيني نفسه في مواجهة الاحتلال الصهيوني ووكيله دون أي حاضنه فصائلية مقاومة.
الحاضنة الاجتماعية على مستوى الوطن والشتات تحققت وباتت تنمو أكثر، وتحقق تكافلا حقيقي من أحد أبرز أوجهه هو الاستجابة والتفاعل مع بيانات عرين الأسود وفي أبسطها تفاعل الشتات وابتهاجه مع اي عملية بطوليه جديدة.
اللافت ذكره هنا أنه رغم كل محاولات خلق حالة اجتماعية جديدة لدى الشعب الفلسطيني لا تكترث الا بلقمة العيش و سداد القروض والتزامات الحياة اليومية التي خلقتها السلطة الفلسطينية ومؤسساتها في محاول لتدجين الشعب والابتعاد به عن قضاياه الوطنية التحررية، نجد اليوم في مواجهة كل هذا نمو واتساع في العمل المقاوم و إعادة القبول من العائلة والجيران، المخيم والمدينة، وهذا ما بات يشكل رافع لأي مقاوم ينوي عملية بطولية. ويأتي هذا التعزيز في صورة رائعة – رغم اختلاف الأراء- لطفل لم يتجاوز عمرة أربعة عشر ربيعا ولكنه مؤمن بل قادر على فعل المقاومة وحتميته في الوصول الى النصر، وكأن اوسلو ليس سوى هباءا منثورا…
في ظل هذا التصاعد الشعبي في الداخل الفلسطيني، والخروج من بوتقة أنسنة القضية الفلسطينية وتدينها، نجد هذا التصاعد يواجه بشتى الطرق التي لن يكون أخرها قمة العقبة والتي ماتت مع انطلاق شرار عملية حوارة كرد سريع من المقاومة واستمرارها في الشارع الفلسطيني.
هذا الثبات على الأرض رغم عدم اكتمال عناصره يواجه بتيه كبير لدى الفصائل الفلسطينية التي لم تعقد قادرة على قراءة الواقع وتحليلة سياسيا، فالاعتراف اليوم بأن الانتفاضة الفلسطينية باتت أمر واقع باختلاف الشكل عن الانتفاضتين الاولى والثانية، يحتاج من الفصائل سرعة الادراك والعمل، بل الانخراط في تأطير الفعل الثوري وتنظيمة من أجل استدامته، وإلا فالقادم هو حالة جديدة مستمرة تُنحي هذه الفصائل وتبني أطرها الجديدة، لاسيما وأن الحاجة الملحة اليوم الى ممثل حقيقي لعموم الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات هي الأبرز والأكثر على استدامة الفعل النضالي وتوحيد الصفوف.
دور السلطة الفلسطينية وانغماسها في التنسيق الأمني ضد شعبها آثار الشارع اتجاه رأي بات يعتبرها العدو الأول في وجه الشعب الفلسطيني المقاوم والراغب في قلب المعادلة، وأنه علينا فتح المواجهة العلنية والمباشرة ضدها لنصل الى مواجهة الاحتلال الصهيوني، هذا الرأي الذي بات مُلحا عند البعض وله عواقب جمة وخطيرة على وحدة الصف الفلسطيني يجب أن يواجه ويُحسم لدى الفصائل الفلسطينية، المنقسمة خاصة، القادرة على اتخاذ الخطوة الجادة والحقيقية باتجاه انهاء الانقسام وعزل السلطة سياسيا بتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطنية لتكون خط المواجهة الرئيسي ضد كل مخططات الصهيو امبريالية ودور السلطة الفلسطينية المتمثلة اليوم بأبو مازن او بديله الذي بات قريبا جدا من الرئاسة بغض النظر عن اسمه المهم استمرار نهجه.