يمتاز الفكر السياسي الفلسطيني في هذه المرحلة بخاصيتين.
أنه بات فكرًا قاصرًا عن التنظير للبرنامج الوطني والسياسات التي يمكن اعتمادها في التصدي للخطط والمشاريع المعادية التي تستهدف تقويض أسس ومرتكزات المشروع الوطني، إضافة للقصور فهو فكر مراوغ وبامتياز، يقولون شيء صحيح لكن لا علاقة له بالممارسة.
فكر يتحدث عن الحوار ولا يحترم أسس الحوار ولا يراعي أهداف الحوار، يتحدث عن الوحدة الوطنية ويمعن بالممارسات الانقسامية، يتحدث عن موت أوسلو ولا يزال يمعن في التمسك بكامل التزاماتها، يتحدث عن الحرص عن الشباب الفلسطيني ويقوم كل يوم بتسهيل ذبحهم أو اعتقالهم، يتحدث عن خلق بديل وهو غارق في التمسك في القديم، فكر بات ضبابيًا، لا تستطيع تفريق يسارة عن يمينة.
هناك أسئلة يجب أن تطرح بوضوح والشروع في الإجابة الواضحة عليها، هل بالإمكان صنع سلام مع هذا الكيان؟
إذا كان الجواب لا، على الجميع مراجعة كل المواقف السياسية منذ قرار التقسيم مرورا بالنقاط العشرة، وسياسة غصن الزيتون، وأخيرا اتفاقية أوسلو وأعشاب البحر التي طفت فوقها ولا تزال تمسك بزمام الأمور.
شعب يقدم كل يوم هذا السيل من الشهداء والمعتقلين، يستحق قيادة على الأقل تمتلك القدرة على أن تكون على الأقل واضحة وغير مراوغة، قيادة تحترم شعبها وتجل تضحياته.
السؤال الآخر هل يعقل أن نرى كل هذه التحولات في الكيان وداعميه ونحن صامتون صمت أهل القبور؟ وإن تحدثنا، نتحدث كأن شيئا لم يحدث.
أما آن لنا التخلص من الفكر المراوغ والنموذج الفهلوي؟ مجرد سؤال لمن يهمه الامر من اليسار إلى اليمين.