فى الطب يتم وصف ارتفاع الضغط الشرياني بأنه القاتل الصامت، يبدو لى ان خطر الاهمال فى الوظيفة لا يقل عن خطر ارتفاع الضغط، بل هو القاتل الصامت كما القاتل الاقتصادى الذى تحدث عنه جون بيركنز: الاهمال هو إخلال الموظف مهما كان مستواه بالقيام بواجباته .
هل الظاهرة موجودة؟ حتى لا ندخل في نقاش وجودها من عدمه، فقط او الاشارة الي ان تقرير المنظمة العربية اكد ان انتاجية الموظف العربى لا تتجاوز نصف ساعه، وان الموظف بدل من ان يقوم بواجبه فى خدمة المواطنين فانه يقضى جل وقته فى فى منافع شخصيه على حساب حقوق الناس.
لم تكن حادثة العقبه هي الاولى ولن تكون الاخيرة، بل دللت الممارسات على غياب المعالجة الجدية لهذه الظاهرة، اكيد تتذكرون انقطاع التيار الكهربائي ووقتها اتهموا طائرا ضخما بالتسبب بالانقطاع وتم تشكيل لجنه للتحقيق فى الحادثة .حتى هذه اللحظة لم تقدم اللجنة تقريرها، الامر الذى يطرح سؤال عن خلفيات وجذور هذه الظاهرة ومن المستفيد من هذا الإخلال فى الوظيفة العامه.
الإخلال هو فى حقيقته خرقًا واضحًا لمبادىء النزاهة وشكلا من اشكال الفساد وليس مجرد حالة روتينية.
لم تقف حدود نتائج الاهمال عند الخسارة المادية بل اصبحت تمس حياة البشر، لا تزال حادثة مستشفى السلط ماثلة وقبلها رحلة المدرسة التى تسببت بوفاة 14 طفلًا والان نحن اما ذات الرقم من الوفيات.لم يبادر احد للاستقاله او تحمل المسؤوليه.
السؤال المشروع وبعيدا عن اى نوع من المزايدة، الى متى سيستمر هذا الاهمال والعبث بحياة الناس ؟
الم يئن الوقت لوقفة جديه ومسؤوله اما هذا الواقع المهترئ؟ ام ان النار لم تصل الى ثوب البعض ليدرك حجم ومخاطر هذا الواقع ؟
المشكلة ان سدنة الدولة واصحاب القرار يتهمون من يمارس النفد ويؤشر على بؤر الفساد يعتبرونه غير منتمى وله اجندة خارجيه ,ولا يريدون سماع صوته.
اصبح فى عرفهم حتى تكون منتميا عليك بالصمت على العفن وتمجيد الواقع .وغير ذلك انت مواطن غير صالح !!!!!!!!!!!!!!
لا يا سادة فالنقد هوسر تطور الحياة والدول والمجتمعات,عندما تتعزز الروحية النقديه تنتعش وتتطور المجتمعات .وعندما يسود اصمت تصاب المجتمعات بالركود وتنتشر الامراض .
لنمارس النقد حتى تعيش وتنتعش مجتمعاتنا.