بات في حكم المؤكد أن الشعب الفلسطيني وفي مساره النضالي ومنذ معركة سيف القدس عام ٢٠٢١ نجح في إبطال مفعول الردع الإسرائيلي، وهذا ما أكدته المواجهات المتكررة منذ ذلك الحين.
والمسألة الأخرى نجاح المقاومة الفلسطينية في إفشال الأهداف المتوخاة من المعارك الإسرائيلية، إن صمود المقاومين في مخيم جنين ونجاحهم في إفشال الجيش الاسرائيلي من تحقيق أهدافه هو الانتصار بعينه.
من تابع المشهد والصورة البطولية التي جسدها المقاومين، وحالة التضامن الشعبي يدفعنا للتيقن أن هؤلاء الشباب سيضعوننا أمام نقلة نوعية في المواجهة، وأمام محطة جديدة في نوعية المقاومة.
المشهد الفلسطيني يتجه سريعا نحو الفرز والحالة الرمادية التي حاولت السلطة التموضع فيها، لم يعد ممكنً الاستمرار بها، وأن الموقف الشعبي أثناء تشييع جثامين الشهداء ورفض تواجد ممثلي السلطة أكبر دليل على الحاجة لحسم المسائل ومغادرة المساحة الرمادية.
وإذا كان جواب الجماهير لمن اختاروا المكان الرمادي هو رفض وجودهم، فإني أعتقد أن الذين أعجبهم تكتيك الانتظار حتى يتجاوز العدو الخطوط الحمر، سمعوا من الجماهير أن لا خط أحمر أكثر من الدم الفلسطيني، وأن مسائل كثيرة يجب إعادة النظر بها.
فلا يصح الحديث عن هدنة مع الاحتلال، هذا يتناقض مع أبسط مفاهيم مقاومة الاحتلال، ويجب التفكيرعن أساليب تحفظ ديمومة المواجهة، وإلا سنجد أنفسنا أمام مسار سياسي خطير بفعل هذا التكتيك الذي يتناقض مع الأهداف الوطنية.
لا أعتقد أننا بحاجة إلى وضوح أكثر من هذا الدم، اللهم إلا إن أصبنا بعمى الألوان أو فقدنا القدرة استشعار دلالات هذا الدم.
إن كافة القوى السياسية مدعوة إلى التقاط هذه اللحظة التي نجد فيها تعاظم التضامن الشعبي العربي، وازدياد الوعي لمخاطر هذا الكيان العنصري.
التحية للسواعد التي دافعت عن جنين ومخيمها، والمجد للأرواح الطاهرة التي منعت العدو من تحقيق أهدافه.