ظاهرة حرق القرآن الكريم في العديد من الدول الأوروبية وأخرها كان في السويد، لا يمكن فهمه إلا بأنه تعبير عن العنصرية المتصاعدة والكراهية لكل ماهو عربي ومسلم.
ويأتي ذلك بتقديري نتيجة صعود اليمين الفاشي في العديد من الدول الأوروبية، هذه الممارسات الشاذة تعكس عمق الأزمة التي تعيشها الرأسمالية، وحالة من الإنهيار الأخلاقي والقيمي لهذه المجتمعات والنظم السياسية الحاكمة في هذه الدول، وإلا ما معنى أن يقول وزير الداخلية الفرنسي بأننا سنقوم بانزال (40) ألف شرطي لقمع الاحتجاحات التي جاءت بعد قتل فتى فرنسي من أصول عربية من قبل شرطي فرنسي متعصب وحاقد!!!
وهل يقتنع أحد حتى من الفرنسيين بأن ذلك يأتي للحفاظ على الأمن والنظام؟ أم أنه يعبر عن مأزق تعيشه فرنسا والنظام الرأسمالي بشكل عام؟
المستغرب أن هذه الدول التي تتحدث صباحاً مساء عن حرية الرأي والتعبير والحق في التنوع، وسلوكها لا يعبر عن ذلك.
والسؤال المطروح ماذا لو قام أحد المواطنين في أحد الدول العربية أوالمسلمة بحرق كتبهم المقدسة، أو أي رمز من رموزهم كيف سيكون التعامل معها؟
أعتقد أن ما يحري تجاوز حرق كتاب مقدس، أنه تعبير عن حالة متصاعدة من التطرف والكراهية للأجانب الذي تمارسه هذه الدول التي تعيش أزماتها.
وأصبح هذا الفعل نهجاً لإيذاء المشاعر وإظهار للكراهية والتعصب والإقصاء، وهذا ما قام به احد المستوطنين الصهاينة بتمزيق القرآن في بلدة ترمسعيا.
أخيراً، هل تصريحات الإدانة من قبل الحكومات العربية كافية؟ أم أن ذلك يتطلب من هذه الحكومات الدفاع عن مواطنيها وثقافتهم ؟