حذَّر وزير شؤون القدس فادي الهدمي، اليوم الثلاثاء، من “إقدام سلطات الاحتلال على إخلاء المواطنين من منازلهم في القدس المحتلة، لتنفيذ مشاريع استيطانيّة”.
وبيّن الهدمي في بيانٍ له، أنّ “الحديث عن مشاريع استيطانية جديدة في بيت حنينا والشيخ جراح وباب العامود وصور باهر وبيت صفافا يتزامن مع تصاعد شبح الهدم في الطور وسلوان وغيرها من الأحياء بالمدينة المحتلة، وأقدمت سلطات الاحتلال على تجريف أرض بمساحة 4700 متر مربع في حي الشيخ جراح وهذا بات يضاعف من المخاطر التي تتهدد عشرات العائلات المقدسية المهددة بالإخلاء من منازلها التي تقيم فيها منذ عقود”.
وأشار الهدمي إلى أنّ “هذه المشاريع الاستيطانية تتزامن مع تزايد اعتداءات المستوطنين على السكان كما بات يحدث يوميا في حي الشيخ جراح، ويكاد لا يمر يوم واحد دون الإعلان عن استهداف جديد للمقدسيين، تارة بقرارات هدم وإخلاء المنازل أو الإعلان عن مخططات إخلاء بهدف الاستيطان، أو بالإعلان عن توسيع مستوطنات قائمة أو إقامة مستوطنات جديدة، وفي الوقت الذي تصعد فيه سلطات الاحتلال من قرارات الهدم والاخلاء والاستيلاء بهدف إخلاء المدينة من سكانها الأصليين، فإنها تصعد من قرارات الاستيطان بهدف تنفيذ عملية إحلال للمستوطنين”.
كما حذّر الهدمي “من التناغم الواضح ما بين المؤسسة الاحتلالية والمستوطنين والمحاكم الإسرائيليّة، إذ أنّ المحاكم الإسرائيليّة تعطي الضوء الأخضر للهدم والاخلاء فيما تصادق المؤسسة الاحتلالية على مشاريع الاستيطان وتنفذ عمليات الاخلاء والهدم فيما يصب كل ذلك في صالح المستوطنين، والحكومة الإسرائيلية تضرب عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة والمواقف الدولية الرافضة للاستيطان وهدم وإخلاء المنازل”، مُؤكدًا أنّ “ما يجري في مدينة القدس المحتلة هو بمثابة امتحان لمصداقية المجتمع الدولي الذي عليه التحرك فورّا لتحويل أقواله الى أفعال بوقف الانتهاكات الإسرائيلية اليومية ضد المقدسيين”.
صباح اليوم الثلاثاء شرعت آليات بلدية الاحتلال، بعمليات هدم في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
وقال مركز معلومات وادي حلوة بسلوان، في بيان، إن قوات الاحتلال برفقة الآليات الثقيلة وطواقم البلدية اقتحمت منطقة الشياح في حي رأس العامود، واستكملت عمليات هدم منزل عائلة برقان والذي هدمته العائلة قسريًا قبل نحو شهر، موضحا أن طواقم بلدية الاحتلال هدمت كذلك غرفة صغيرة لعائلة حليسي في بلدة سلوان، بحجة عدم الترخيص من قبل بلدية الاحتلال.
ويوم أمس، جرَّفت قوات الاحتلال قطعة أرض على المدخل الشرقي لحي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة، كانت بلدية الاحتلال قد استولت عليها بحجة “المنفعة العامة”.
وأفادت مصادر مقدسية، بأنّ طواقم بلدية الاحتلال وآلياتها شرعت في عمليات الحفر والتجريف في الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 4700 متر مربع، في حي الشيخ جراح، وتعود ملكيتها لعائلات: عبيدات، ومنصور، وعودة، وجار الله، وكانت تستخدم موقفًا لمركبات وحافلات المقدسيين ومغسلة للمركبات.
وكانت بلدية الاحتلال قد أصدرت قرارًا بالاستيلاء على الأرض عام 2016، بعد عدة محاولات سابقة فشلت فيها أمام رفض العائلات الأربع لقرار البلدية، وخوضها معارك في المحاكم ضد بلدية الاحتلال.
ومُجددًا أصدرت ما تُسمى محكمة الاحتلال “العليا” قرارًا بالاستيلاء على قطعة الأرض لصالح بلدية الاحتلال في القدس، نهاية شهر تشرين الأوّل الماضي، بهدف إنشاء حديقة تخدم المستوطنين بزعم قربها من مقام “شمعون الصدّيق” المزعوم، علمًا أنه مقام إسلامي يعرف باسم “الولي”، دفن فيه سعد الدين حجازي منذ أربعمئة عام.