جرائم وأدلة

عبد العزيز خضر
3 دقيقة وقت القراءة

في ظل المجاز التي يركبها العدو الصهيوني ويعمل على تغليفها بكم هائل من الأكاذيب والصور والروايات المزورة، حتى بعد اكتشافها يواصلون ترويجها ويحاولون قدر الإمكان إخفائها عن أعين العالم والإعلام من خلال تحكمه بشبكة الاتصالات يقطعها متى يريد، أو في حال ارتكابه مجزرة بشعة ليس لها ما يبررها كالتي حصلت بالأمس في مدرسة الفاخورة وخان يونس والتي يسكنها عدد كبير من النازحين من مناطق أخرى وذهب ضحيتها أكثر من (200) شهيد معظمهم من النساء والأطفال.

وعليه نحن نمتلك منجمًا من الأدلة على مجازر وجرائم الاحتلال المصنفة جرائم حرب وفظائع وحشية تربأ عنها وحوش الغابة، علينا توظيفها بشكل واسع بفضح الاحتلال وإيصالها إلى أولئك الذين لا زالوا مضللين يصدقون السردية الصهيونية المصطنعة ويصفون مقاومتنا وشهدائنا بالإرهابيين والمخربين.

وها هي “لجنة التحقيق” التي شكلوها هم تكشف أن 365 قتيلًا كانوا في الحفل الذي قرأنا عنه قتلوا (خطأ) بقصف طائرة حربية صهيونية ولم تقتلهم المقاومة كما ادعوا، وهذا ينفي عنهم استهداف المدنيين لا بل إنه لم يكن لديهم علم بالحفل كما تقول اللجنة وينزع بذلك من أيديهم أحد المبررات المهمة لهجومهم الاجرامي الفاشي على غزة والمخالف لكل الأعراف الدولية ويفتقر لأي من القيم الإنسانية والأخلاقية والمبررات المسوغة لذلك أمام الجمهور الغربي المناصر لهم.

بعد كل هذا السرد وبعد سقوط كل هذه الأعداد من الشهداء وغالبيتهم من الأطفال والنساء وكل هذا الدمار الذي أحدثوه بغزة وجعل العودة للحياة الطبيعية صعبة جدًا إن لم تكن شبه مستحيلة… واتضاح معالم الجريمة البشعة، ماذا علينا أن نفعل؟! وهل نكتفي بالفرجة والتحسر ونبقى رهينة التفاوض حول إطلاق سراح الأسرى التي وضعنا العدو في دوامتها وكأن ما يجري كان بسببهم.

لدينا من الخبراء والكفاءات الإعلامية الكثير ممن يمكنهم فضح ما يفعله العدو، وتوظيف الصور والفيديوهات بشكل مؤثر ونشرها عبر كل الوسائط والمنصات الإعلامية لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور الغربي، وخلخلة هذه الجبهة التي وظفها وضللها العدو لفترة طويله ونحن غافلون واستطاع صناعة رأي عام مناهض للحق الفلسطيني ونجح في حجب روايتنا الحقيقية حول سلب وطننا وقيام دولة بديلة عليه من قبل الغرب الاستعماري المتواطئ مع الحركة الصهيونية.

ولكن حين وصلتهم الحقيقة نزلوا للشوارع يتظاهرون ويستنكرون ما يجري ويطالبون بإنصاف شعبنا….

تحركوا أيها الإعلاميون والتقنيون لخدمة سرديتنا الوطنية ولتعرية العرب المزعومين والعروبة منهم براء.

الوسوم
شارك المقال