في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من يناير
سلام عليك يا والدي في يوم رحيلك وفي ذكراك
ستة عشر عاماً من الغياب ..
ولكنك مازلت تزداد وتتجدد في الحضور
كيف لا وإني اراك كل يوم في شعب لا تنكسر شوكته
في طريق اَمنت به وراهنت عليه دون يأس ودون كلل
فإن شعبك ينطلق اليوم كالمارد من تحت ركامه
يتجدد كطائر الفينيق..يقوم منبعثا من تحت رماده تماماً كالمعجزة
لقد أصبحت الأسطورة اليوم يا والدي صناعة فلسطينية بإمتياز…
فسلام عليك…وقد صدقت رؤيتك
وكأن كل ما أفنيت عمرك من أجله يلتحم اليوم بحلمك التاريخي
بنبؤتك…بيقينك..بإيمانك..بكل ما عملت له وسعيت لتحقيقه
سلام إليك من شعبك العملاق..
من ضحية تحاكم الجلاد حتى تتلاشى امامها كل جحافل التتار
سلام لك من أهل غزة الجبابرة الصابرين..
غزة التي أردتها وسعيت يوماً كي تكون فيتنام الجديدة
غزة التي أرّقت أعدائها منذ اكثر من نصف قرن من الزمان
غزة التي قال فيها عدوها اللدود دايان
” نحن نحكم غزة في النهار وجيفارا ورفاقه يحكمونها ليلاً”
ها هي غزة اليوم يا والدي تصنع من الأنفاق.. آفاق لفجر آت لا محالة
وكأنها هي ذاتها فوهة نفق تخرج منه كل فلسطين نحو الحريّة..
وبدمائها الغزيرة تتّعمد كل الأرض لتصنع إرادة وحياة..
سلام لك من اليمن..
الشعب الذي أحببته وعملت سنوات طويلة من أجله
سلام لك من العراق..
سلام لك من جنوب لبنان البلد الذي عشقته
سلام لك من جنوب إفريقيا..
فالأرض تطرح مقاومة في كل مكان..
كما نبض القلب..كما سريان الدم في العروق
سلام لك ..فإن رسالتك مستمرة في الأرض
كالجذور الضاربة في العمق..
تنمو كل يوم حتى تعانق عنان السماء
فسلام لك.. وسلام عليك
نم قرير العين يا شيخ المقاومين
لمى جورج حبش
26\1\2024