مائتان وثمانٍ وثمانون يوما والكثير من الأوزان التي فقدها ذاك الشيخ الجليل على درب الآلام، درب الفلسطيني المقاوم، المناضل المشتبك، لم يتمكن منه السجان، بل كان هو وراء العدو في كل مكان.
خمس اضرابات خاضها الأسير الشهيد خضر عدنان جعلت من السجان لاشيء، قاوم بجسده، لحمه ودمه
آآآآه شيخنا الجليل الصلب المناضل، جسدت فكنت حراً كما النسور، أعدت تكوين الحياة وتصوير مفاهيمها، كرست البطولة نهج حياة، كنت خير من أوفى الكلام حقه..
ســأحمل روحــي عـلى راحـتي .. وألقــي بهـا فـي مهـاوي الـردى
فإمــا حيــاة تســر الصــديق.. وإمــا ممــات يغيــظ العــدى
ونفس الشـــريف لهــا غايتــان..ورود المنايـــا ونيـــل المنــى
ومـا العيش لا عشـت إن لـم أكـن .. مخــوف الجنــاب حـرام الحـمى
لا نرثيك ولا نبكيك شيخنا العدنان، لا نرثيك ولا نبكيك
خضت معركتك ، درسك، وحصلت حريتك، وبقيت لنا معاركنا ودروسنا… وهزائمنا
لن تموت ومثلك لن يموت له ذكر.. نحن من متنا ولم نوفيك …
خمس اضرابات خاضها الأسير الشهيد خضر عدنان لانتزاع حريته من السجان، خمس اضرابات أثبت فيها أن هذا القيد لا يعني شيئا لتبقى الحرية الوجع الأكبر ، فهل نوفيه حقة اليوم بتكريم جسده ودفنه، ام سيبقى ذاك الجسد أسيرا ورهن انتقام سجان عجز عليه صموده؟
استشهاد الشيخ الجليل خضر عدنان بعد اضرابه المفتوح عن الطعام لمدة 87 يوم يعيد الضوء على النضال ضد الاعتقال الاداري، طريقة الاحتلال في تذويب الأبطال وتفتيت الإرادة، وقهر المقاومة ..
أعلن الشيخ خضر عدنان إضرابه عن الطعام لحظة اعتقاله من منزله، تنديدًا باعتقاله ومطالبًا بحريته التي حُرم منها وهذا ليس اضرابه الأول في عام 2012 خاض اضرابا لمدة 66 يوما وفي عام 2015 أضرب لمدة 52 يومًا ، كما في 2018 خاض اضرابه لمدة 59 يومًا، اما في عام 2021 فخاض اضرابه لمدة 25 يومًا كلها انتهت بانتزاع حريته “المؤقتة” ، ليستشهد في اضرابه الأخير عام 2023 والذين استمر لــ 86 يوم لتكون حريته الأبدية.
والجدير بالذكر أن اول اعتقال للشيخ خضر عدنان كان من قبل السلطة الفلسطينية بتهمة التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة لدى زيارته جامعة بير زيت عام 1998، امضى في اعتقاله بسجون السلطة عشر أيام مضربا عن الطعام.
خضر عدنان الذي تجاوز فصيله وحمل قضية الأسرى وفلسطين كما يجب، أوفاها حقها، كان نبضها، رفيق ساحاتها…
سلامٌ عليك خضر عدنان… وسلام لروحك شيخنا الجليل، علّنا نوفي جسدك الســـلاما..