قضى مقـ.ـاومان من حماة الثغور في جنـ.وب لبنـ.ان على الصـ.هيوني زئيف حانوخ إيرليك، الذي يعتبر أحد الباحثين في الأثر اليهـ.ودي المزعوم في المنطقة.
تخيلوا أن الرجل الذي وصل لرتبة رائد في المخابرات الإسرائيلية أثناء الانتفاضة الأولى، يدخل لجنوب لبنان كجندي احتياط في خضم الحرب وهو في الـ71 من عمره مرتدياً زياً عسكرياً ومرافقاً لقوة من لواء جولاني مقترباً من موقع أثري كان قد تحصن فيه شبابنا، فأردوه قتيـ.ـلاً.
ماذا يفعل هذا السبعيني بربكم!
وإن كان في شيخوخته اقترب لهذا المدى فكيف كان شبابه؟
دعونا نأخذ عام 1996، وقد كان في مثل عمري تقريباً عندما أصدر كتاباً بعنوان “شرق الأردن من وجه نظر يهودية”. حرك العنوان الفضول في نفسي، فأمضيت بعض الوقت في البحث عن الكتاب واكتشفت عالماً موازياً يصنعه العدو يستخدم فيه أسماءً عبرية للمناطق ويربطها بالرواية التلمودية.
الكتاب غير متوفر للعامة ولكن في صورة منه يظهر المقبور وهو يتفحص عن قرب خارطة فسيفسائية في جبل نيبو في الأردن.
ولهواة الأكاديميا ومحبي فصلها عن السياسية أشير إلى أن “الباحث” في الوهم هذا أحد مؤسسي مدرسة سدي عوفرا، كما هو محرر سلسلة كتب “السامرة وبنيامين” و”دراسات عن يهودا والسامرة”.
تلقى تعليمه في مؤسسات الصهيونية الدينية. درس في مدرسة الحائط الغربي في القدس، خارج “سيدر”. تخرج بدرجة البكالوريوس في الجامعة العبرية في القدس وكلية تورو في التلمود وتاريخ شعب إسرائيل.
يصفون إيرليك بأنه مستكشف وباحث في “أرض إسرائيل”، ونشر عشرات الدراسات في صحيفتي يديعوت هآرتس، كما كتب بشكل دوري عن “أرض إسرائيل” في ملحق السبت لصحيفة ميكور ريشون (محسوبة على اليمين الإسرائيلي). شغل منصب مدرس في موضوع يهودا والسامرة في معهد لاندر، وهو محاضر في كلية يعقوب للتراث – أوروت إسرائيل. شارك إيرليك في توثيق المواقع القديمة في القرى العربية في الضفة الغربية.
أحد أصدقائه المقربين “بنحاس والرستين”، يصرّح للإعلام العبري: “إنها صدمة كبيرة. هذا باحث في “أرض إسرائيل”، ولم يكن هناك زاوية لم يصل إليها. إن معرفته بتاريخ البلاد مذهلة. لقد عرفنا بعضنا البعض منذ أكثر من 50 عاماً.
كما أرشدنا في الأردن وفي مواقع مختلفة. الشخص الكلاسيكي الذي يعرف ببساطة طبيعة الأرض ومقبول جداً من قبل المجتمع في جميع المجالات. وكانت له علاقات مع جميع ضباط الجيش الإسرائيلي، وليس هناك بطل لم يعرفه جابو”.
سؤال: هل كانت تعرف وزارة السياحة والآثار الأردنية عن “جابو”؟
إن كانت تدري فتلك مصيبة، وإن كانت لا تدري فالمصيبة أعظم.