توفي يوم أمس السبت الموافق 8 أبريل 2023 المناضل والفنان الأممي التقدمي السويسري مارك رودين “جهاد منصور”، الذي رحل فجر يوم أمس في سويسرا، إثر معاناته طويلا من مرض مزمن، بعد أن سخر فنه وحياته مناضلا ومدافعا عن قضايا الشعوب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويعد الفنان السويسري “مارك رودين” الذي اختار اسم “جهاد منصور” ليوقع به ملصقاته أحد الفنانين الذين استقطبتهم القضية الفلسطينية وتعد تجربته واحدة من التجارب العالمية الهامة التي ساهمت في تطوير وبناء خصوصية لفن الملصق الفلسطيني.
ورودين مولود عام 1945، ودرس التصميم الغرافيكي، ثم انخرط في الحياة السياسية عام 1968، والتحق رودين في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في نهاية الستينات من القرن الماضي، وخرج من وطنه سويسرا عام 1979 وعاش في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وبعد الاجتياح الصهيوني لمدينة بيروت عام 1982 غادرها رودين إلى مخيم اليرموك في سوريا، وفي عام 1991 غادر دمشق إلى مسقط رأسه.
أسهم رودين في إفراز حركة تضامن عالمية مع الشعب الفلسطيني، كما أثرت القضية الفلسطينية على عدة فنانين عالميين ساهموا في تقديمها من خلال الملصق الذي أقيم له في نهاية السبعينات معرضا في بغداد وبيروت.
ومثلت الأحداث التي مرت بها القضية الفلسطينية من أيام النكبة إلى زمن المجازر مرورا بالانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية محور موضوعات مارك رودين.
وقد رسم للانتفاضة الأولى والثانية ملصقات اشتملت على رموز، مثل: الكوفية، والبندقية، والعلم الفلسطيني، وشارة النص، والقبضة، والوردة، والمقاتل والمرأة والطفل والبرتقال والمساجد والكنائس.. إلخ “.
كما كانت موضوعات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حاضرة في ملصقات الفنان رودين. وركز أيضا على العمال والفلاحين والأطفال حيث عمل على إبراز دور المرأة الاجتماعي والسياسي في الانتفاضة، والتفاتة هذا الفنان الملحوظ لتجسيد نماذج المرأة في المناسبات التذكارية.