الجامعات والحكومة تستغلان غياب اتحادات الطلبة لتمرير رفع الرسوم
استسهال إدارات الجامعات رفع الرسوم سيؤدي إلى حصر التعليم في طبقة الأغنياء
جامعة اليرموك رفعت رسوم بعض التخصصات بنسبة تجاوزت الـ120% وجامعات أخرى في طريقها إلى اتباع نفس الأسلوب
حجج واهية وضعتها اليرموك في تبريرها لعملية رفع الرسوم
توقفت الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” أمام ما قامت به إدارة جامعة اليرموك برفع الرسوم الجامعية لعدد من التخصصات على القبول الموحد “التنافس” لطلبة الدورة التكميلية. واشتملت التخصصات التي تم رفعها أكثر التخصصات رغبة من قبل الطلبة -وفق بيان صدر عن إدارة الجامعة- وهذه التخصصات هي المحاسبة، الاقتصاد الإسلامي، اللغة الإنجليزية والتربية الرياضية. مرفق جدول
وتذرعت إدارة الجامعة بأن هذا الرفع يأتي كون هذه التخصصات مشبعة في سوق العمل وبالتالي فإن رفع رسومها جاء من باب الحد من عدد الطلبة المسجلين في التخصص. علمًا بأن رفع الرسوم لم يصاحبه تخفيض أعداد لمقبولين في هذه التخصصات.
وكشفت حملة “ذبحتونا” أن إدارة جامعة اليرموك كانت قد قامت بإلغاء معظم هذه التخصصات من قائمة القبول الموحد للدورة الصيفية، وأبقت عليها على البرنامج الموازي، وذلك تحت ذريعة أنها “التخصصات المشبعة”. لتعود في الدورة التكميلية الحالية بإعادتها إلى القبول الموحد، ولكن برسوم مرتفعة جدًا، وبنسبة ارتفاع وصلت أكثر من 110%. اامضحك في الأمر أن إدارة الجامعة قامت عزت رفع الرسوم لكون هذه التخصصات مشبعة وهي نفس الذريعة التي كانت قد تذرعت بها عند إلغائها في الدورة الصيفية!!
ولفتت “”ذبحتونا” إلى أن إدارات الجامعات انتهجت في آخر ثلاث سنوات سياسة الرفع التدريجي لرسوم التنافس وصولًا إلى خصخصة الرسوم الجامعية وبالتالي رفع يد الدولة عن أي دعم حكومي للجامعات.
وبدأ مسلسل رفع رسوم التنافس باستحداث تخصصات برسوم مرتفعة ابتداءً من الطب في جامعتي اليرموك والبلقاء والتي تبلغ رسومها حاليًا 100دينار للساعة، علمًا بأن رسوم كلية الطب في الجامعة الأردنية لا تتجاوز الـ45 دينار للساعة وفي جامعة العلوم والتكنولوجيا 36 دينار للساعة، مرورًا بتخصصات الذكاء الاصطناعي واللغات/انجليزي-فرنسي في الجامعة الأردنية والذي بلغت رسومه 70 دينار أردني للساعة / تنافس وليس انتهاءً بالتخصصات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في البلقاء وآل البيت والتي تصل رسومها إلى 65 دينار للساعة، والأمر نفسه ينطبق على جامعة مؤتة.
وجاءت الحلقة الثانية من مسلسل رفع الرسوم برفع رسوم جامعة آل البيت لكافة التخصصات في العام الدراسي 2020/2021 وبنسب بلغت 100% ولكافة التخصصات في سابقة تاريخية وغير مسبوقة. كما قامت جامعة مؤتة في نفس العام برفع رسوم عدد من التخصصات وخاصة على برنامج التجسير / تنافس وبنسب تقارب الـ 100%
إلى أن وصلنا إلى الحلقة الثالثة والمتمثلة بإلغاء تخصصات على التنافس وإبقائها على الموازي في خطوة التفافية لرفع الرسوم، حيث قامت العديد من الجامعات ومن ضمنها جامعة اليرموك، بإلغاء القبول على التنافس لعدد من التخصصات وإبقائها على البرنامج الموازي.
وجاءت الحلقة الرابعة في الدورة التكميلية الحالية بقيام جامعة اليرموك برفع رسوم أهم وأكثر التخصصات رغبة وهي تخصص القانون واللغة الإنجليزية لترفع رسومها بنسب وصلت إلى 120% تقريبًا. إضافة إلى تخصصي التربية الرياضية والاقتصاد الإسلامي. كما قامت جامعة مؤتة برفع رسوم التنافس / تجسير في تخصص العلوم السياسية.
إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نرى أن إدارات الجامعات استطاعت استغلال غياب و”تغييب” وجود اتحادات طلابية ممثلة نتيجة الكورونا، لتقوم بتمرير قرارات رفع الرسوم، وفي ظل تكتيم إعلامي على هذه القرارات المرفوضة شعبيًا.
إن حملة ذبحتونا تحذر الحكومة وإدارات الجامعات من خطورة ما يتم التخطيط له من رفع كامل وشامل للرسوم الجامعية للعام الدراسي 2023/2024 وما سيرافق هذا القرار -في حال تم اتخاذه- من مخاطر كبيرة اجتماعية واقتصادية وأكاديمية، وعلى رأسها حرمان الفقراء من حقهم في التعليم وحصره في طبقة الأغنياء ومن يملك المال.
إننا نطالب الحكومة بالتدخل الفوري للتراجع عن قرارات رفع الرسوم التي تم اتخاذها مؤخرًا، واتخاذ خطوات جدية لمنع أية قرارات تنوي إدارات الجامعات الرسمية اتخاذها في هذا الاتجاه.
الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”
27 شباط 2023