الحكومة التي تقود الكيان الصهيوني لم تعد تدار من قبل نتنياهو سيء الصيت والسمعة اليميني الإرهابي وما يجري يدلل على ذلك ويفضحه السلوك الفاشي للكيان والمعبر عن أفكار وسياسات بن غفير الكهانية.
اليمينية المتطرفة والتي غالبا ما يخضع لها نتنياهو حفاظا على التحالف الذي يقوده والأغلبية البرلمانية التي تدعمه وتحميه من السقوط وتضعه أمام مصيره الذي قد ينهي حياته السياسية ويدخله السجن بتهم الفساد التي يلاحق بها.
بن غفير يهدد نتنياهو بعدم حضور جلسة الكنيست التي ستناقش بها قضية التعديلات القضائية والحلول الوسط المقترحة ويطالب بشن حرب على الشعب الفلسطيني وإعدام الأسرى مع العلم أنه يستحق الإعدام ألف مرة على جرائمه وإعتداءاته على أبناء شعبنا في الأرض المحتلة هو وسوائب المستوطنين من أنصاره.
وما يجري الآن في غزة وجنين وغيرها من عدوان همجي سقط جرائه العديد من الشهداء والجرحى من المدنيين والمقاومين وخلف ورائه العديد من البيوت المدمرة والسكان المشردين ما هو برأيي إلا مناورة قذرة من قبل نتنياهو لإرضاء هذا التيار العنصري الفاشي وتصدير أزمته الداخلية للخارج وإمتصاص غضب الشارع أو إلهائه وحرف بوصلته بإتجاه آخر رغم إدراكنا بأنه لا يبتعد كثيرا عن هذا التيار في سياساته وأيديولوجيته.
ولكن بن غفير لم يعد يطاق حتى من أقرب حلفاء الكيان الصهيوني في المعسكر الإمبريالي بعد أن بدأ حضور أمريكا بالتراجع في المنطقة وبعد الإتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية والتهدئة في اليمن المرشحة للإتفاق على إنهائها وعودة سوريا للجامعة العربية ونجاح الدبلوماسية في فكفكة كل محاولات عزل سوريا عن محيطها العربي ونجاح الدبلوماسية السورية الهادئة والبراغماتية إن جاز القول في إعادة ترميم العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار السوري جميعا وخير مثال على ذلك الدخول في مباحثات أمنية و سياسية مع تركيا بدعم من إيران وروسيا الإتحادية.
أمام هذا الحشد الدبلوماسي في المحيط العربي والذي قد يصل إذا إستمر بوتيرة متصاعدة لنزع فتيل الحرب ضد إيران وإحباط كل مساعي أمريكا ودولة الإحتلال لعسكرة المنطقة وجعلها رهينة تصعيد لا ناقة لها به أو جمل وها هي أمريكا تشن حركة مضادة للإبقاء على حضورها في المنطقة بكل السبل ولا تريد أن يفسد بن غفير ذلك بسياساته الفاشية وعليه فإن نتنياهو إن إستمر به الحال سيكون عرضة للسقوط وإنحسار تأييده من أقرب حلفائه والذي يعرض سلام إبراهيم الذي حاول النفاذ للمنطقة من خلاله إلى التجميد حتى لو مؤقتا أو خجلا من بعض الأطراف العربية التي كانت مندفعة تجاهه.
هذه تداعيات أزمة الإحتلال ودولته الداخلية وحتى الخارجية التي يقع نتنياهو بين فكيها فهل ينجو؟.. أنا لا أعتقد ذلك حتى لو حاول الظهور خلاف ذلك.