أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الأربعاء، إدراج عدة فنون عربية على قائمتها للتراث العالمي غير المادي.
جاء ذلك خلال اجتماعات الدورة الـ16 للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو المنعقدة من 13 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري في العاصمة الفرنسية باريس.
وأدرجت المنظمة على قائمتها كل من فن الخط العربي وفن التطريز الفلسطيني وفن الفروسية المغربي المعروف باسم (تبوريدا) إضافة إلى موسيقى الفجري البحرينية (غناء البحارة) ونواعير العراق (آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية وتوجد على شواطئ نهر الفرات وفن القدود الحلبية (من الفنون الموسيقية السورية العربية الأصيلة التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم).
واشتهرت القدود الحلبية على يد الفنان السوري الراحل صباح فخري الذي لقب باسم “ملك القدود”.
وقالت المنظمة في بيانات رافقت الإعلان عن قائمتها السنوية للتراث العالمي غير المادي إن الخط العربي يمثل “رمزا ثقافيا أساسيا” في العالمين العربي والإسلامي.
ووصفت المنظمة الخط العربي بأنه “فن الكتابة بالعربية بطريقة سلسة تعبيرا عن التناسق والجمال”.
وكانت 16 دولة مسلمة أو ذات غالبية سكانها من المسلمين سعت إلى إدراج الخط العربي على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وتعرف اليونسكو التراث الثقافي غير المادي أو (التراث الحي) بأنه “الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعدها الجماعات والمجموعات وأحيانا الأفراد جزءا من تراثهم الثقافي”.
ومن أبرز أنواع هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث عبر الأجيال “التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية”.
وفي السياق، أعلنت وزارتي الثقافة الفلسطينية والشباب والثقافة المغربية، الأربعاء، إدراج فن التطريز الفلسطيني والفروسية المغربي (تبوريدا) بشكل رسمي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني العالمي لدى اليونسكو.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف إن تسجيل التطريز على قائمة اليونسكو “انتصار للرواية الفلسطينية القائمة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه”.
وأضاف “تراثنا الفلسطيني الذي نعيشه ويعيش معنا في كل لحظة وفي كل حلم موجود في حياتنا اليومية وهو ركن صلب وحجر زاوية متين اعتاد التحدي والصمود بوجه كل عواصف الغزوات التي عبرت واندحرت واندثرت وظلت فلسطين شاهدة وشامخة”.
وطالب أبو سيف المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها في احترام القرارات الدولية وعدم التعاطي مع بطش الاحتلال ومحاولاته سرقة التراث الفلسطيني.
ويقول فلسطينيون إن الاحتلال الإسرائيلي يسرق تراثهم بما فيه الثوب الفلسطيني وفن التطريز، وينسبه له.
من جهتها، احتفت المغرب بإدراج فن التبوريدا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ليرفع بذلك رصيد البلاد إلى 12 عنصرا تراثيا مسجلا على قوائم اليونسكو.
وينتشر فن التبوريدا في المغرب العربي وهو استعراض للفرسان يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار حيث تنطلق الخيول في سباق نحو 100 متر ينتهي بإطلاق النار في الوقت نفسه وذلك لسماع دوي طلقة واحدة مجمعة.
ويمارس هذا الفن بشكل كبير في الأرياف للاحتفال بالأعياد الوطنية والدينية ويشكل عنصرا من الهوية الثقافية للمغرب.
بدورها أعلنت وزارة الثقافة العراقية في بيان عن إدراج (نواعير العراق) في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وقالت “منظمة اليونسكو وافقت، اليوم الأربعاء، على إدراج ملف نواعير العراق على لائحة التراث العالمي في الدورة السادسة عشرة التي يشارك فيها العراق بملفين حيويين هما فنون الخط العربي وحرفة صناعة النواعير”.