كثيرٌ من الدهشة في عظيم الفعل والنضال… كيف لهؤلاء كسر القيد وجعله سكين تحفر على حائط الزمن.. في عالم موازي لا نعرف من أسراره وأوجاعه سوى القليل القليل.. هناك ومن عتم الزنازين تُبدع إرادة المقاومة، تُبدع أساليب الاشتباك..
جعلوا من الكلمة قصة ورواية، ومن النطفة طفل حرية، جعلوا من اللحم والدم سلاح مقاومة …
ثَبُتَ قمر رمضان منذ أن أعلن الأسرى نيتهم الشروع بالاضراب المفتوح عن الطعام يوم الخميس، يوم غد، في مواجهة مصيرية للعدو أطلقوا عليها شعار التعبئة “بركان الحرية أو الشهادة” معلنين نيتهم الصارخة بتحسين ظروف الأسرى وإيقاف انتهاكات العدو الصهيوني ضدهم.
لم يكن الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال حلقة ضعيفة يوما، بل كانوا ومازالوا رأس حربة النضال، مثالا للوحدة الوطنية والقرار الأوحد في مواجهة السجان.
أكثر من ألفي أسير فلسطيني أعلنوا قرارهم ببدء إضرابهم المفتوح عن الطعام يوم الخميس، وسبقهم يوم أمس الثلاثاء قيادة الاضراب الممثلة لكل الفصائل في بدء اضرابهم المفتوح عن الطعام. أهمية هذه الخطوة وكل الخطوات التي تقوم بها الحركة الأسيرة في استدامة النضال والاشتباك مع العدو الصهيوني باللحم والدم، إضافة الى أن هذا الحراك العظيم يعمل على إلتفاف الشعب الفلسطيني أينما وجد حوله، وبالتالي فإن دورنا اليوم في التضامن والتفاعل مع معركة الأمعاء الخاوية، ودعم الأسرى فلسطينيا، عربيا ودوليا وهذا أضعف الإيمان.
القائد أولا
وفي خطوة غير مستغربة أعلن الرفيق الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد أحمد سعدات نيته الدخول في الاضراب المفتوح عن الطعام ابتداءً من يوم الخميس، كما أعلن الرفاق كميل ابو حنيش، عاهد ابو غلمي ومنذر مفلح تلبيتهم لذات النداء “القائد اولا..” وبدأ الرفيق وليد حناتشة اضرابة كممثل للجبهة الشعبية يوم أمس الثلاثاء.
تهديد ووعيد
أعلن العدو الصهيوني قراره بمواجهة الأسرى بكافة الوسائل والسبل لايقاف بركانهم، وهذا متوقع، خاصة في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بحكومته والذي اعتاد على تصديرها والخروح منها بالدم الفلسطيني، وشهر مضان الكريم الذي يحمل في أيامه دائما المواجهة المتحدّة مع الاحتلال، خاصة في القدس، بدأ فصول مواجهته الأسرى باعلان معركتهم المفتوحة في وجه الاحتلال بركان حرية أو استشهاد…
وفي ذات السياق أعلنت الحركة الأسيرة وقيادة لجنة طوارئ الاضراب استعدادها لمواجهة كافة اجراءات العدو الصهيوني ضدها، وطالبت باستدامة الاشتباك بكل الساحات والطرق.
عرين الأسود
وفي تلبية للنداء أعلنت عرين الأسود في بيان لها نصرتها للأسرى في معركتهم القادمة، لتكون معركة الكل الفلسطيني والتي ستجعل منها العرين معركة حارقة وفارقة بين الحق والباطل. معلنه اتخاذها القرار بتوسيع المواجهة نصرةً للأسرى في هذه الأوقات العصيبة وأنهم سيرون منهم صدق القول بالفعل على الأرض.
نؤازركم ونشد على أيديكم وارادتكم.. نفعل أقل الممكن، وكلنا أمل بأن يكون توقيتكم هذه المرة لاستكمال حلقات المقاومة، واشتداد عودها..
نتضامن مع أنفسنا، وأنتم كما دائما رأس الحربة وعنوان الملحمة.. ملحمة البطولة والفداء.. نقطع معكم قيد الأسر وننير عتم الزنازين، ونحن في معتقل كبير صنعناه بأنفسنا عندما وقعنا اتفاقية أوسلو الخيانة..
عَظُم العطاء، فليكن الفعل كبير على قدر المسؤولية.. لنجعل كل الساحات في فلسطين والشتات صدى لصرختهم..