آثار الطفل المغربي ريان حالة من التعاطف الإنساني بشكل يكاد غير مسبوق، بل أكاد أقول إن الملايين عاشوا مع الطفل ريان ساعات محنته إلى أن توفاه الله.
وأنا كنت واحدًا من هذه الملايين التي تألمت لمأساة ريان، فإن سؤالًا ظل يطارد عقلي لماذا يتعامل العالم والاعلام مع الحالات الفردية بهذه الدرجة من الاهتمام؟
بينما يكون تعامله باردًا وعاديًا مع معاناة الالاف من الأطفال.
لقد تذكرت ذاك الصمت تجاه عشرات الالاف من الأطفال اليمنيين الذين تسبب العدوان السعودي عليهم بالمجاعة لهم والموت والتشويه. ولم نسمع صوتا عاليًا يتحدث عن مأساتهم.
اما أطفال فلسطين فحدث ولا حرج كيف يتم كل ساعة الاعتداء على الطفولة حتى الرضع لم يسلموا من جرائم وطغيان الاحتلال.
في حصار بيروت عام 1982 والدمار الذي مارسه جيش الاحتلال والاف الجرحى والشهداء لم تحرك مشاعر الغرب إلا صورة طفل، أثرت في مشاعر السيد ريغان.
نعود إلى السؤال الأول لماذا انحياز الاعلام للحالات الفردية والتفنن في ابرازها مقابل إهمال بشكل نسبى للجماعة.؟
هل هي نتاج الالتزام الممنهج والواعي مع الفلسفة الليبرالية التي تنحاز للفرد على حساب الجماعة؟
انا اميل إلى أن هذا الإعلام ليبرالي المنهج. رأسمالي السلوك والتعامل، لذلك نرى هذه النماذج.
وأي متابعه للحوادث وعلى فترات تاريخيه أطول سنكتشف هذا الانحياز وذاك التبلد في المشاعر نحو الجماعة.
ما رميت الإشارة اليه اننا ننساق بشكل شبه كامل لفلسفة الغرب الاستعماري ونتأثر ببريق شعاراته دون تمحص وتفكير.