بمشاركة مراقبين من 55 دولة، جرت انتخابات ديمقراطية في جمهورية فنزويلا البوليفارية، هذه الانتخابات، تم فيها انتخاب حكام 23 ولاية، وانتخاب رؤساء وأعضاء مجالس بلدية لـ 335 بلدية بالإضافة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات.
وبرغم الحصار الظالم من قبل الولايات المتحدة على فنزويلا، إلا أنها استطاعت إجراء انتخابات، لم يستطع أي من أعدائها بما فيهم أمريكا أو الخصوم السياسيين (المعارضة) بشقيها الوطنية أو التي تتلقى تعليماتها من الدوائر الأمريكية أن تشكك في نزاهتها.
ويسجل للدولة والحزب الاشتراكي بأنهم أشركوا “المعارضة “بتفاصيل العملية الانتخابية، لا بل وأكثر من ذلك كانوا جزأ من إدارة العملية من خلال وجودهم في المجلس الانتخابي الذي تكون من ممثلين 2من الحزب الحاكم و2من المعارضة وشخصية مستقلة تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين.
لقد رأينا من خلال مشاركتنا كمراقبين آليات انتخاب، ربما تكون الأرقى، أو توازي آليات الانتخاب في أعرق الديمقراطيات في العالم وصاحبة الخبرة في إدارة العمليات الانتخابية.
آليات انتخاب تعتمد على التكنولوجيا، عملية انتخابية تخلو من التزوير، الذي أصبح عنوان الانتخابات في العالم الثالث.
الأهم بتقديري هو الانسيابية في مجريات الانتخاب للمواطن وثقته بأن الانتخابات لن يكون فيها مجالا للتلاعب.
فلم نرى أو نسمع عن أن هناك أي توترات او اعتراضات على سير العملية الانتخابية لا من الناخبين ولا من المرشحين، مع العلم ان عدد المرشحين تجاوز 70سبعون ألف مرشح، مما يؤكد على الاطمئنان بسلامة الإجراءات.
كما أنه يسجل بأن فنزويلا لديها قانون انتخاب ديمقراطي يعتمد التمثيل النسبي والقائمة المغلقة، وهذا من وجهة نظري هو القانون الارقى.
لقد أعطي للجميع الحق والمساواة في وسائل الإعلام سواء كانت مملوكة للدولة والتي تسيطر عليها السلطة ا والإعلام الذي تسيطر المعارضة.
لقد سمحت لنا هذه المشاركة الاطلاع على تجارب الشعوب الأخرى في إدارة ملف الانتخابات، ففي تونس مثلا توجد هيئة مستقلة للانتخابات، مبنية على أسس ديمقراطية ووفق معايير محددة.
فبعد أن يتم تحديد الأشخاص وفق الأسس المتفق عليها من قبل القوى السياسية، يتم عرض الأسماء المنسبة لعضوية الهيئة، على البرلمان ومن يحصل على ثلثي أصوات أعضاء البرلمان يكون عضوا في الهيئة المستقلة. كما أن رئيس الهيئة المستقلة، بعد أن يتجاوز الشروط المطلوبة، يتم التصويت على رئاسته للهيئة من قبل البرلمان ويجب أن يحصل على ثلثي أصوات مجلس النواب.
هذا يعني بأن الهيئة المستقلة، مستقلة، بكل ما للكلمة من معنى. والعديد من الدول تأخذ بهذه الطريقة لتنسيب عضوية الهيئات التي تشرف على الانتخاب بعيدا عن مبدأ التعيين، فالمُعين مهما كانت نواياه طيبة يبقى خاضعا للجهات التي عينته.
ان المجلس الانتخابي الذي أدار الانتخاب في فنزويلا، تعامل مع الانتخاب بمهنية وحرفية عالية، وبعيدا عن الاستقطابات السياسية.
والنظام الانتخابي، مرة أخرى استطاع قطع الطريق على المعارضة الخارجية ولم تستطع الولايات المتحدة أن تعيد اسطوانتها المشروخة بأنها انتخابات مزورة.
نتمنى أن تشكل الانتخابات في فنزويلا، محطة يمكن من خلالها توحيد الجبهة الداخلية وفك الحصار الظالم واحتواء الأطراف المرتبطة او التي يتم توجيهها من قبل الإدارة الأمريكية وإعادتهم إلى صوابهم.
ان فنزويلا، لديها قانون انتخاب ربما يكون الوحيد في العالم، والذي ينص على أنه بعد مرور نصف المدة لفترة حكم رئيس الدولة المنتخب تجرى عملية استفتاء على أن يكمل مدة الرئاسة أو أن تسحب الجماهير الثقة به من خلال الاستفتاء.
بكل ارتياح وثقة نؤكد بأن الانتخابات الفنزويلية لم تشبوها شائبة وحتى كما قلنا سابقا، حتى الاعداء لم يجرؤا على قول بأنها مزورة.
لقد حاول المراقبين المبعوثين عن طريق الاتحاد الأوروبي، أن يشككوا في العملية الانتخابية وان يضعوا ملاحظات إدارية وفنية وانحياز لبعض قوى المعارضة ومن باب الموقف العدائي للنظام الحاكم والحزب الاشتراكي الموحد وللرئيس مادورو، وهو موقف مسيس أكثر منه حالة تقنية، لأن المطلوب هو المس بالنهج السياسي الحاكم، مما اضطر الرئيس مادورو إلى إطلاق صفة على هؤلاء المراقبين بأنهم جواسيس.
ان المطلوب من كل القوى السياسية العربية وأطراف حركات التحرر في العالم، وكل المنادين بحقوق الانسان وتحديدا في الغرب المطالبة والضغط على حكوماتهم لرفع الحصار عن فنزويلا البوليفارية.
وحتى لا ننسى بأن الراحل الرئيس هوجو تشافيز، الزعيم الوحيد الذي خرق الحصار على العراق، عندما لم يجرؤ أحدا غيره على ذلك.
ان المطالبة برفع الحصار عن فنزويلا والدفاع عن الخط السياسي الذي انتهتجته كراكاس، هو دفاعا وانتصارا للخط السياسي الذي تبنته الدول الساعية للانعتاق والتحرر من التبعية والارتهان والدفاع عن سيادتها وصيانة استقلالها.
وان دفاعنا عن فنزويلا البوليفاريه هو دفاعا عن فلسطين وعن سوريا وكوبا ونيكارغوا ولكل الحالمين بالتحرر من هيمنة اليانكي الأمريكي وحليفه “الكيان الصهيوني”.
وتأكدوا أن تحقيق اي انتصار، في أي بلد يعادي الامبريالية،
بالضرورة سيكون انتصارا لكل المتعطشين للحرية والساعيين للانعتاق من الارتهان والتبعية.