في الذكرى 74 للنكبة
يؤكد الشعب العربي الفلسطيني يومياً بأنه يمتلك مخزوناً كفاحياً لا ينضب وعلى استعداد لتقديم المزيد من التضحيات
تمر علينا الذكرى 74 للنكبة بكل مآسيها وصورها المروعة من المجازر والتهجير والتشرد الذي مارسه الكيان الصهيوني الفاشي التوسعي الإحلالي والذي يعمل يومياً على مصادرة الأرض وبناء المزيد من المستوطنات وتهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى، ورغم كل ذلك لم يتمكن من فرض روايته للصراع، وكلما تصاعدت جرائمه يجد أمامه شعباً أكثر إصراراً لاسترداد حقوقه الوطنية من خلال شلال الدماء الذي يسال يومياً دفاعاً عن عروبة فلسطين والدفاع عن حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمته حقه في العودة، وتقرير المصير وإقامة دولته على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
إن خروج عشرات الآلاف من أبناء فلسطين والقدس في تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي اغتالتها قوات الاحتلال يؤكد على صلابة هذا الشعب واستعداده للمواجهة ورفضه لكل محاولات طمس هويته وتبديد حقوقه الوطنية، وأثبت الشعب العربي الفلسطيني للأعداء قبل الأصدقاء بأنه شعب موحد في الداخل والشتات وان أجياله الشابة أسقطت كل أوهام الحركة الصهيونية التي سعت من البداية لكي الوعي الفلسطيني.
ان الشعب العربي الفلسطيني الذي يخوض صراعا مفتوحاً مع المشروع الصهيوني المدعوم من قبل الامبريالية الأمريكية والغرب عموماً ومعهم الرجعيات العربية، يؤكد يوميا للعالم بأنه يمتلك مخزون كفاحي لا ينضب وأنه على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات، تجاوز كل المراهنين على أن يقوم العدو بتقديم تنازلات عبر ما يسمى بحل الدولتين.
تمر علينا الذكرى 74 للنكبة الفلسطينية، في ظل واقع عربي هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، فالنظام الرسمي يتسابق للتطبيع مع العدو الصهيوني، وعقد صفقات أمنية وسياسية واقتصادية وثقافية مع هذا الكيان الذي يعيش أزمة بنيوية وأزمة وجود.
ان النظام الرسمي العربي المتهالك الذي باتت وظيفته إخراج هذا الكيان من مأزقه من خلال تسخير (مثقفيه) لخلق رواية جديدة للصراع، تعطي للصهاينة الحق بفلسطين.
في الذكرى 74 للنكبة الفلسطينية نؤكد على التالي:
1_ إن الشعب العربي الفلسطيني بحاجة إلى المزيد من الدعم والمساندة لنضاله من قبل الشعوب العربية وعموم أحرار العالم وذلك من أجل عدم الاستفراد به من قبل العدو.
وهذا يتطلب من جماهير شعبنا الأردني الاستمرار بالضغط على الحكومة لوقف كل أشكال التطبيع واسقاط الاتفاقيات الموقعة معه من قبل الحكومات، الغاز، المياه مقابل الكهرباء، ووقف كل أشكال التعاون وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذا العدو، على طريق إلغاء معاهدة الذل وادي عربة.
2_ الحركة الشعبية العربية مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى برص صفوفها ووقف خلافاتها والتأكيد على أن تناقضنا الرئيسي مع الكيان الصهيوني وليس مع أعداءً وهميين، سعت الأنظمة العربية الرسمية عبر أبواقها الإعلامية المأجورة بتسويقها، والعمل على بلورة حركة شعبية عربية لدعم المقاومة.
3_ في الذكرى 74 للنكبة نؤكد أن الشعب الفلسطيني هو رأس الرمح في مواجهة المخفر المتقدم للإمبريالية العالمية ومخططاتها في تفكيك المنطقة وأن الشعب الفلسطيني لا يقوم بالدفاع عن فلسطين وعروبتها فقط، وإنما عن عروبة المنطقة، وهذا يتطلب من محور المقاومة والممانعة في المنطقة، مزيدا من الدعم والاسناد لنضال الشعب الفلسطيني وبكافة الأشكال.
4_ اننا ومن موقع الحرص والمسؤولية الوطنية والقومية نطالب القوى الفلسطينية بالعمل على إسقاط نهج أوسلو وانهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واستعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها المقاوم كطريق وحيد لاسترداد الحقوق.
في الذكرى 74 للنكبة نؤكد بأن فلسطين حق يأبى النسيان لأن الكبار حتى لو ماتوا فالصغار أكثر تمسكاً بحقهم التاريخي في فلسطين كل فلسطين.
عاش نضال الشعب الفلسطيني.. عاشت سواعد المقاومين
المجد للشهداء.. الحرية للأسرى.. الشفاء العاجل للجرحى
عمان في15/5/2022
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني