شاركت في برنامج على إحدى القنوات الفضائية إلى جانب الأستاذ سامي المحاسيس مدير التعليم في وزارة التربية، للتعليق حول بيان حملة ذبحتونا الذي تطرق إلى ملف التناوب في الدوام المدرسي (أي دوام الطالب يومين في الأسبوع الأول وثلاثة أيام في الأسبوع التالي.. وهكذا) وانعكاساته على الحق في التعليم.
لم يسعفني وقت البرنامج للرد على تعليق الأستاذ سامي المحاسيس على بيان الحملة، حيث صُدمت من أن العقلية الرسمية لا تزال كما هي لم تتغير منذ أكثر من خمسين عامًا.
الأستاذ المحاسيس –وكعادة الإعلام الرسمي التقليدي- يتغنى بمنصة درسك وحجم تطورها، معتبرًا أنها ” قد تطورت وقادرة على توفير تعليم جيد للطلبة”. ويبدو أن الأستاذ سامي المحاسيس نسي أنه يتحدث إلى مواطنين أردنيين يخوضون تجربة مريرة مع هذه المنصة، ويستطيعون سرد مئات الملاحظات فيما يتعلق بعجزها عن “توفير تعليم جيد”!!
إلا أن أكثر ما أثار دهشتي في ردود مدير التعليم في وزارة التربية، هو محاولته التخفيف من كارثية الفاقد التعليمي الناتج عن التعلم عن بعد، ليخرج علينا بمنطق غريب عجيب، حيث يبرر وجود فاقد تعليمي نتيجة التعلم عن بعد، بالتأكيد على أن “الفاقد التعليمي كان موجودًا قبل الكورونا وقبل تطبيق التعلم عن بعد”!!
هل يعقل أن نقوم باتهام أنفسنا بالتقصير كي نبرر فشلنا في مكان آخر؟! وكيف تقبل الوزارة هكذا تهمة على نفسها؟! وهل تريد وزارة التربية أن تقنعنا بأن الفاقد التعليمي الناتج عن ضعف تأهيل كوادر الوزارة أو ضعف البنية التحتية هو بنفس قيمة الفاقد التعليمي الكارثي الناتج عن التعلم عن بعد؟!
نقدر جهود وزارة التربية في الإصرار على التعليم الوجاهي ولكننا نأمل أن يكون خطابها بعيدًا عن لغة السبعينيات التي لا تتوقف الحكومات المتعاقبة عن استعمالها مستخفة بعقول المواطنين ومتناسية أننا في عصر الثورة التكنولوجية حيث لا يمكن حجب المعلومة.