يوافق يوم 27 آب/أغسطس 2001، ذكرى استشهاد الأمين العام للـ جـ بهة الشـ عبيّة أبو علي مصطفى ، الذي استشهد بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني، التي أغارت على مكتبه في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ليكون أول قياديّ يقتل اغتيالاً بصواريخ الاحتلال إبان انتفاضة الأقصى.
ففي يوم لا ينسى السابع والعشرين من اب عام 2001 وعلى أرض فلسطين المقاومة قصفت الطائرات الاحتلال مقر عمله في رام الله وارتقى بكل عنفوان شهيداً ليلتقي ب غسان كنفاني ووديع حداد وجيفارا غزة وخالد ابو عيشة وأبو أمل وخليل الوزير وكل الشهداء.
الشهيد أبو علي مصطفى الذي عرفته الجماهير الفلسطينية والعربية على امتداد نصف قرن مقاتلاً صلباً عنيداً لا ينكسر ولا يتراجع أمام التحديات والمصاعب والمحن.
جسّد أبا علي شخصية القائد. جسده وكرسه على الواقع منخرطًا مع رفاقه في الإعداد لمواجهة العدو، والارتقاء بمساهمة الجبهة الشعبية في قتال هذا العدو الصهيوني، لكن العقلية الإجرامية الصهيونية كانت ترصد دور هذا القائد، وكان قرار المجلس الوزاري المصغر في الكيان الصهيوني واضحًا باغتيال الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى” للتخلص من الخطر الذي يمثله هذا القائد الذي يجسد نموذجاً للإخلاص والعطاء والتضحية والشجاعة والتحدي..
القائد الشهيد أبو علي مصطفى
ولد الشهيد في بلدة عرابة بمحافظة جنين عام 1938. كان والده مزارعاً في البلدة منذ العام 1948، بعد أن عمل في سكة حديد حيفا.
ودرس المرحلة الأولى في بلدته، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد أسرته إلى عمان، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها.
كان مقتنعاً قناعة تامة خلال مسيرته النضالية بأن الصراع مع الاحتلال صراع مصيري لا يمكن إزالته إلا إذا امتلكنا قوة وطاقة الفعل الوطني على مختلف الأصعدة والمرتكزات وانطلاقاً من كوننا أصحاب الحق ومن خلال القدرة على استقراء الاحتلال بموضوعية وتوجيه النقد للذات والمساءلة.
وعاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999، وتولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وظل يشغل هذا المنصب حتى استشهاده عام 2001.
وعندما عاد أبو علي إلى أرض الوطن قال مقولته الشهيرة “عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا ولم نأت لنساوم”.
الشعبية تجدد العهد لرفيقه القائد الشهيد أبو علي مصطفى
جددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد القائد الوطني والقومي والأممي أبو علي مصطفى ؛ العهد معه ومع كلّ شهداء شعبنا على مواصلة طريق النضال والكفاح الوطني، من أجل تحقيق أهداف شعبنا كاملةً في تحرير فلسطين، وبناء دولته الديمقراطية المستقلة على كامل ترابه الوطني.
وأكدت الجبهة، في بيان صحفي وصل لنداء الوطن نسخة عنه، أنّ أبو علي مصطفى كان مؤمنًا بأنّ الوحدة الوطنيّة ضرورة لا غِنى عنها وشرط ضروري للانتصار على العدو.
وشددت على أنّ “البناء على ما بدأه أبو علي من خطوات لبناء التيار الوطني الديمقراطي، الذي كان طامحًا لأن يضم قوى وشخصيات وفعاليات وطنية ديمقراطية؛ ويشكل قوة فاعلة في مواجهة نهج التنازلات والتفريط السياسي، ويحد من حالة الاستقطاب والصراع الثنائي، ويؤسس لبناء واقعًا فلسطينيًا ديمقراطيًا، ما يزال مهمة راهنة”.
وأوضحت أنّ الصدق والوضوح والأمانة والإخلاص والتفاني والقدرة على تحمل المسؤولية التي تحلى وتميز بها أبو علي، في التعامل مع شعبنا الفلسطيني والمسألة الوطنية الفلسطينية يجب أن تجد هذه القيم النبيلة اليوم قبل الغد؛ ترجماتها بما يقود إلى مراجعة وطنية شاملة.
وأضافت: “أيقن أبو علي أهمية وحيوية الربط بين قضيتي التحرر الوطني والاجتماعي، من خلال حماية وصون الحريّات العامة وعدم التعدّي عليها بأي شكل من الأشكال، وتوفير مُقوّمات الصمود الوطني، وبناء المؤسسات الوطنية على أسس الكفاءة والنزاهة والشفافية والمساءلة، وضمان تكريس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وحماية حقوق ومكتسبات شعبنا الاجتماعية، والدفاع كما يجب عن مصالح وتجمّعات شعبنا والانتصار لها في الوطن وفي مواقع اللجوء المختلفة”.
وتابعت :انطلق أبو علي من أنّ الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو صراع تاريخي شامل ومفتوح؛ ارتباطًا بطبيعة وجوهر العدو وأهدافه القائمة على نفي وجود الشعب الفلسطيني المادي والمعنوي عن أرض وطنه، وإقامة ما يُسمّى بالدولة اليهودية.
وأردفت: “آمن أبو علي ارتباطًا بطبيعة العدو وأهدافه وطبيعة الصراع معه، أنّ أنجع وسيلة لإلحاق الخسائر المادية والمعنوية به، وتحويله إلى مشروع خاسر على طريق هزيمته الكاملة، هو طريق الكفاح الوطني والقومي المستمر؛ أي المقاومة بكافة أشكالها وفي مُقدمتها الكفاح المسلح”.
وختمت بالقول: “لقد قرأ أبو علي مصطفى الصراع في ترابط أبعاده من خلال ذلك التحالف القائم بين معسكر الأعداء، متمثلًا بالاستعمار والإمبريالية العالمية والحركة الصهيونية والرجعية العربية”.