في كل يوم نلحظ بأن التطور التكنولوجي يفرض إيقاعه وحركته ودرجة تطوره على كل أوجه حياتنا الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.
كانت العلامة الأكثر إثارة للتطور التكنولوجي هي سهولة التعبير عن الرأي وسهولة وصوله إلى أوسع قطاع شعبي، إلا أن العقلية التسلطية التي فقدت أسلحة التحكم فى بداية تطور تكنولوجيا الاتصالات، سرعان ما وجدت ضالتها بامتلاك القدرة على التحكم بعرض المنشور وعدد المشاهدين، وحتى القدرة على حذفه إن أرادت، وتداخلت مصلحة مارك وجوجل والأنظمة السلطوية لتتحول إلى شراكة تسلطية ضد الرأي الشعبي.
التطور الآخر فى العلاقات الاجتماعية خاصة بعد وباء كورونا، كان التعامل عن بعد بديلا عن التواصل الاجتماعي المباشر، إلا أنني أعتقد أن هذا النوع من التواصل لا يمكن أن يسد مكان حرارة الدفء الإنساني، الأمر الذي سيؤدي وعلى المدى البعيد إلى حالة من الفتور في العلاقات الإنسانية.
اتسعت حدود مفاعيل التطور التكنولوجي لنصبح أمام قطاعات اقتصادية ناشئة، وأصبح التسوق الإلكتروني يحتل مساحة واسعة في التبادل التجاري، وهذا بدوره أدى إلى تراجع حجم التبادل النقدي المباشر، ليحل مكانه وسائل الدفع الإلكتروني.
وكان لافتا تطور قطاع التوصيل المنزلي وخاصة بعد وباء كورونا والقرارات الحكومية بتقنين التنقل حيث بات العمل عن بعد والتعلم عن بعد، مظهرا طبيعيا.
من يتأمل في القفزات التكنولوجية سيجد أننا في مرحلة يتسابق فيها الخيال العلمي مع الواقع المعاش، فهل يتخلى الإنسان عن دوره لصالح الذكاء الاصطناعي وكل مخرجاته؟
بصراحة أعتقد أننا أمام مرحلة سيكون فيها البقاء للأذكى، أسئلة فيها الكثير من التحدي، هل بمقدورنا الاستجابة، أم سنبقى محكومين للربابة والصحراء والخيل؟!