ارتدادات هذه الحرب على سوق النفط العالمي!!

د.موسى العزب
3 دقيقة وقت القراءة
e59c

حتى الآن، يقدر معظم المختصين بأن الصراع الدائر في المنطقة لم يؤثر بشكل جدي على الاقتصاد العالمي، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال حقيقة بأنه بعد أكثر من عام من العدوان الوحشي الصهيو-أمريكي، لم يؤثر الطلب الصيني على سوق النفط على الرغم من أنه الأكثر وزنا في شرق وجنوب آسيا، وتليه كلا من الهند واليابان.

فقبل عشرين يوما بلغ سعر برميل النفط حوالي 70 دولارا، والآن يدور حول 80 دولار، والزيادة بعشرة دولارات لا تعتبر كبيرة جدا في سوق النفط، ويمكن اعتبارها ك “سعر حرب”. ولكن هناك خشية حقيقية من أن يؤدي تصاعد حدة الصراع إلى انعكاسات اقتصادية وخيمة، ويبرز هنا سوق النفط من بين المجالات المرشحة لتكون الأكثر تأثرا.

0c8

باستثناء دور أنصار الله والجيش اليمني المبادر في إغلاق البحر الأحمر، وإجبار ناقلات النفط على الالتفاف لمسافات بعيدة، وإخضاع أغلبية المعنيين للتكيف المرهق حيال ذلك، يرجح البعض بأن استمرار الاستقرار النسبي في سوق النفط يعود إلى واقع أن مجموع الأطراف الداخلة في الصراع في المنطقة لم تستهدف حتى الآن أي منشأة نفطية ثابتة بشكل مباشر، إلا أن التخوف يتضاعف الآن بعد الضربة الصاروخية الإيرانية العقابية التي استهدفت الكيان، واحتمالات الرد “الإسرائيلي”، والتهديدات بضرب البنى التحتية في إيران بما فيها منشآت الطاقة، رغم التحفظ الأمريكي الواضح، ومحاولة الإدارة الأمريكية تجنب أو تقنين الردود “الإسرائيلية” درءا لردود إنتقامية إيرانية من شأنها أن تؤدي إلى صراع إقليمي مفتوح بشدة على كل الاحتمالات، سيسفر بالتأكيد عن أزمات اقتصادية عالمية متدحرجة وحادة.


تلمح حكومة الكيان بأنها ستوجه ضربات دقيقة إلى مصافي البترول في إيران إضافة إلى محطة تحميل النفط الإيراني على جزيرة خرك التي يتم عبرها تصدير 90% من النفط الإيراني، مما سيؤدي -حسب الذهنية الإجرامية الصهيونية- إلى خنق إيران اقتصاديا وتجاريا بالكامل.. ولكن هذا ليس نهاية المطاف، فالإنتاج الإيراني من النفط يبلغ حوالي 3.4 مليون برميل يوميا، تصدر نصفها تقريبا. وهذه كمية متواضعة جدا يمكن تجاوزها عالميا إذا ما قيست بكمية النفط في السوق العالمي والتي تصل إلى 103 مليون برميل. إلا أنه من ناحية أخرى فإن مضيق هرمز يعتبر العنق الرئيسي لنقل النفط في العالم، حيث تمخر مياهه حوالي 20 مليون برميل نفط، وخُمس تجارة العالم من الغاز المسال يوميا.
إذن قلق العالم ليس على إيران، وإنما على مضيق هرمز الذي تستطيع إيران إغلاقه ببعض القطع البحرية الخردة يتم إغراقها في عرض المضيق.. وتحذيرات القيادة الإيرانية كانت واضحة في هذا الشأن: “أي إعتداء على إيران هو “خط أحمر”، وسترد عليه بكافة الإمكانيات والوسائل المتاحة”، كما أن إستمرار همجية التقتيل والإبادة الجماعية في غزة ولبنان يجب أن تجعل الإمبريالية قلقة على مصالحها، لكي تعمل على لجم وحشها النازي، وإلا على المجتمع الدولي أن يهيئ نفسه لدفع الأثمان الباهظة!!

شارك المقال
متابعة

الدكتور موسى محمد عبد السلام العزب
- مواليد عمان/ في 2 أيار 1951.
* حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة وهران/ الجزائر في العام 1978.
* عمل في المستشفيات والمراكز الطبية للهلال الأحمر الفلسطيني في سورية ولبنان، حتى العام 1982.
* حاصل على شهادة التخصص العليا في أمراض النساء والتوليد من الجامعات الفرنسية عام 1986.
* عمل طبيباً إختصاصياً لأمراض النساء والتوليد في مستشفى الهلال الأحمر الأردني لمدة 25 عاما، وعيادة خاصة حتى اليوم.
* عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.
* منسق الحملة الوطنية، "صحتنا حق".
* ناشط إجتماعي ونقابي وسياسي وإعلامي، لمدة تمتد لأربعة عقود.

اكتشاف المزيد من نداء الوطن

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading