يحتفل العالم الغربي كل عام “بتحرير” معسكر أوشفيتز بحضور ممثلين عن دولة الإحتلال، وتكون ألمانيا على رأس المحتفلين النادمين..
يقف الجميع على رؤوس أصابع أقدامهم، تتهدج أصوتهم، ويضعون دموعا في أعينهم إحتفاءً بالذكرى..
العام الماضي انضم وفد من رابطة العالم الإسلامي لزفة الصلاة واللطميات.
كل ذلك يتم دون استخلاص أي دروس سياسية أو أخلاقية من الموضوع، ولا أحد يجرؤ على ذكر المحارق التي يرتكبها من يسمونهم ضحايا المحرقة بحق الفلسطينيين!!
احتفالات أوروبية بحضور أمريكي، مهيبة تنظم بهذه المناسبة، مراسلي القنوات الإمبريالية يقفون بخشوع عند أقدام اليهود للتذكير بــ” المحرقة”!!
ورغم أن معتقلات النازية كانت تعج بملايين الضحايا من غير اليهود، من سوفييت وأوروبيين وعرب وغجر.. الا أن الذكرى تطوب بالكامل لصالح اليهود والحركة الصهيونية.. “آلام اليهود وحدها المقدسة والأبدية، ولا تنتهي شراهتها من إبتزاز “التعويضات”!!
من بقي على قيد الحياة من “شهود المحرقة”، يحضرون معهم اليوم شهود على الشهود، أجيال جديدة من الشباب والأطفال عليها أن تعيد انتاج عجلة الكراهية والابتزاز.. لم لا وهذه الماكينة مازالت تبيض ذهبا، وتدفع عن السياسات الأسرائيلة الهمجية أي إنتقاد!؟
من جانبي أرجح بأن تصريح محمود عباس “الإشكالي” قد صدر بشكل عفوي وإرتجالي، ولا يحمل أي أوهام أو دلالات تشي بتغيير موقفه من شكل وشروط الصراع في الفترة الحالية..
ولكن مطلوب من الديمقراطيات الغربية أن تستمر بالرقص على وقع اللطم اليهودي، ولا ضير بالمشاركة بالزفة، طالما أن من يدفع ثمن سفالات النازية والصهيونية هم الفلسطينيون والعرب..
وما زالوا ينكرون المحارق التي يعاني منها الشعب الفلسطيني والعربي، بعد حوالي ثمانية عقود على زرع مشروعهم الإستعماري في المنطقة، وإغلاق معسكر أوشوفيتز، وحتى قبل أن يفتح أبوابه!!