مع بداية انتشار جائحة كورونا التي هزت العالم ، واعادة تشكيل الحياة البشرية على مختلف المستويات لا سيما الاقتصادية والاجتماعية، زاد استخدام شبكة الإنترنت، حيث بدأت الشركات العملاقة في القيام باعمالها عن بعد وذلك عن طريق مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي كان اشهرها تطبيق “zoom.
وبدا الناس بتواصل افتراضيا وتلبية حاجاتهم الاجتماعية،وفق القواعد التي خلقتها هذه الجائحة، واتجه الكثير من الناس إلى تسوق الالكتروني لتحقيق رغباتهم وفق معادلات جديده لم يكن العالم مستعدا لها.
وهنا ظهرت الحاجة الى( ازدواجية الوجود) اي ان يكون الشخص في مكانين دفعة واحدة، حيث أنه يتسوق دون الخروج من منزلة ويذهب إلى عمله دون الذهاب للعمل بالمعنى الحرفي، وهنا بدأت الشركات العملاقة كشركة فيسبوك وشركة مايكرسوفت سباقا مع الزمن لتطوير تقنية الواقع العزز او ال(ميتافيرس) كما اطلق عليها الروائي الأمريكي نيل ستيفنسون في كتابة الاشهر حطام الثلج، حيث أن هذه الرواية الخيالية، يتواصل البشر مع بعضهم البعض في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد شبيه للعالم الحقيقي بصورة مجازية.
ما هو ال”ميتافيرس؟
ببساطة تعد الـ “ميتافيرس” مساحةً افتراضية جماعية مشتركة بين مجموعة من البشر، تجمع كلمة Metaverse بين كلمتين هما البادئة “META” بمعنى “بعد”، والكلمة الثانية “الكون”، وعادة ما تُستخدم لوصف مفهوم شبكة الإنترنت والتواصل في المستقبل.
حيث ان هذه التقنية الجديدة هي مبنية على اساس تقنية الVR ولكن بشكل أكثر واكبر تفاعليا، حيث أنها تقوم بربط كل انواع البيئات الرقمية مع بعضها على عكس أجهزة الVR الحالية التي تستخدم في الألعاب غالبا وتعتمد فقط على صوت وصورة.
حيث انك تستطيع أن تستخدم هذا العالم الافتراضي في اي شيء بحياتك من زيارة صديق إلى الذهاب للعمل الى حضور حفلة الى الاستمتاع بشم الزهور في حديقه عامه وانت في بيتك.
لماذا ال”ميتافيرس يعتبر الهدف المستقبل بالنسبة للشركات الاتصال العملاقة؟
بوجه عام، الضجيج حول تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز يظهر كل بضع سنوات، ولكنه عادةً ما يخفت سريعًا. ومع ذلك، هناك قدر كبير من الإثارة والضجيج المتعمد حول الـ “ميتافيرس”، هذه المرة بين المستثمرين الأثرياء وشركات التقنية العملاقة، ولا أحد منهم يرغب أن يُترك في آخر الصف إن اتضح أن هذا العالم هو مستقبل الإنترنت فعلًا.
والجدير بالذكر ان شركة فيسبوك، ومؤسسها مارك زوكربيرج، أوضحت منذ فترة أن أولوياتها الأساسية هي عالم الـ “ميتافيرس”، وليس مجرد التواصل الاجتماعي. وكانت قد استثمرت الشركة بالفعل بقوة في تقنيات الواقع الافتراضي عبر نظاراتها الخاصة، مما جعلها أرخص من المنافسين، وربما حتى أن الشركة تخسر من تلك الأجهزة، وفقًا لبعض المحللين.
كما أنها بدأت في صنع تطبيقات خاصة بتقنية الـ VR، منها التي تتفاعل مع العالم الحقيقي. وأخيرًا كما رأينا تحول اسم الشركة الأم بالكامل إلى Meta، تعبيرًا عن رغبتها الواضحة والصريحة في الاستثمار أكثر في هذا العالم الافتراضي.
هل يستحق ال”ميتافيرس فعلا؟
في الوقت الحالي، برغم كل ذلك، يظل مصطلح “ميتافيرس” في المهد، ومجرد فكرة طموحة، قد تحدث فعلًا أو لا تحدث على الإطلاق، ولكننا سنرى قتالًا ضاريًا بين عمالقة التكنولوجيا خلال العقد المقبل، أو ربما لفترة أطول على الوصول والنجاح في تطوير هذا الكون الافتراضي.
الأمر لن يتوقف على فيسبوك وحدها، لكنها على أي الأحوال أرادت أن تصبح أول شركة تطرح فكرة الـ “ميتافيرس” بصورة قد تبدو واقعية، فإن نجحت في تنفيذها فعلًا سيحسب لها السبق، وتستحوذ على جزء ضخم من هذا السوق الجديد، وإن فشل الأمر يمكنها دائمًا الاعتماد على نعمة النسيان، والتركيز على مشروع آخر وتغيير اسمها إلى أي شيء آخر يناسبها حينها.