من المستفيد من هجرة اللاجئين الفلسطينيين ؟

ظاهر صالح
3 دقيقة وقت القراءة
Refugee

يرحلون جماعة وأفراد في هجرة اجبارية يحملون معهم من المعاناة والهموم والقهر، عبر الحدود والمعابر ما حملوه، وآخرون يركبون البحار والمحيطات، منهم من يحالفه الحظ فينجوا بأعجوبة من موت كان ينتظره في قاع البحار، فيما أخرون ينجون من بين يدي تجار البشر والمهربين ليكونوا شهوداً على من كان برفقتهم في قوارب الموت، خاطروا بأنفسهم وأموالهم في رحلة ضياع لينموا بذلك فصل من فصول نكبة الشعب الفلسطيني التي ماتزال مستمرة ومتجددة.

فصل يضاف إلى سجل المعاناة المتوارثة عن الآباء والأجداد، هاربين من مخيمات ومن بلاد لفظتهم ولم تترك لهم أي خيار بالبقاء والحياة، يخوضون مغامرات شاهدوا فيها من أشكال الموت ما شاهدوه طلباً للأمان ولحياة حرة كريمة، وقد تركوا خلفهم بحرقة وتعب سنوات ضاعت هباء ودفعت بهم إلى أتون هجرة غير شرعية وسفر سرّي محفوف بالمخاطر.

تعددت سبل اللجوء وأساليب الهجرة وتعددت الحكايات فهارب من تردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الظروف المعيشية وصعوبتها وهارب من الصراعات والاضطرابات الأمنية، فلا يمكن وضعهم في خانة البحث عن الثراء أو التنعم بأحلام وردية كانت تداعب خيالاتهم ولكن الغاية الوحيدة هي الوصول إلى بر الأمن والأمان.

ولعلنا نتساءل : لماذا يخاطر هؤلاء بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر وغير مأمونة العواقب ؟
هل انسدت كل الطرق وسبل العيش الكريم أمامهم ؟
هل عجزت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا “عن تلبية حاجياتهم؟
هل تخلت القوى والفصائل الفلسطينية عنهم ؟

من الصعب الإجابة بنعم أو لا عن هذه الأسئلة، لكن من الشواهد الواضحة أن اللاجئ الفلسطيني الذي طالما تجرع من حياة اللجوء والمنافي مرارة الخذلان يعيش في تغريبة متجددة.

من أكثر القضايا إيلاماً لوجدان اللاجئ الفلسطيني

إن قسوة الظروف وصعوبة الحياة انعكس بشكلٍ أو بآخر على العائلات في المخيمات الفلسطينية في سورية ما عجل في خروج الأهالي وسارع بالهجرة الداخلية والخارجية، وعبر البحار، إضافة إلى إغلاق الحدود والمعابر والتضييق عليهم في أغلب الدول العربية التي كان من المأمول منها أن تفتح أبوابها للاجئين الفلسطينيين، ومن بقي داخل المخيمات في سورية وفي التجمعات لم يقدر على الخروج والهجرة يعيش على حد الكفاف في أحسن الأحوال.


بالرغم من كل هذه المتغيرات التي عصفت بالمنطقة العربية وتأثيراتها على القضية الفلسطينية وعلى اللاجئين الفلسطينيين، فما زال هناك تجاهل و غياب للمرجعية الفلسطينية نتيجة التجاذبات السياسية والفجوة بين أصحاب القرار من جهة وبينهم وبين القواعد الشعبية من جهة أخرى ما جعل اللاجئ الفلسطيني يعيش حالة من الضياع ويلاقي قدره وحده، وهذا ما عزز فكرة الهجرة عبر قوارب الموت، ودفع بقوة إلى هذا الخيار المؤلم.


ويبقى السؤال هنا..
من المستفيد من هجرة اللاجئين الفلسطينيين؟

شارك المقال
  • كاتب وباحث فلسطيني
  • يعمل في قسم الأبحاث في مؤسسة ثابت لحق العودة
  • مقيم في لبنان
  • خريج اكاديمية الاعلام اكاديمية دراسات اللاجئين
  • مشاركات عديدة في دورات إعلامية