من أين يجيء كل هذا الفقر؟!

د.موسى العزب
2 دقيقة وقت القراءة
816

في الوقت الذي تزداد فيه نسب الفقر في الأردن، فإن نسبة الأثرياء تتضاعف، وتتكدس الثروات بيد نحو 10% من المواطنين، وسط تراجع كبير للطبقة الوسطى.

ومنذ عام 2010 تمتنع السلطات عن الإفصاح عن نسبة كل طبقة في البلاد، إذ يشير آخر تقدير إلى أن نسبة الطبقة الفقيرة تقترب من 40% من عدد سكان المملكة.

للعلم نسبة الفقر في الأردن كانت حسب الأرقام الرسمية تقارب 13% عام 2008، وتقدر اليوم بنسبة 35%، وهي مرشحة للتصاعد، مع ثبات الرواتب وزيادة الضرائب، وتفاقم التضخم

وفقاً لهذه المعطيات يدور الحديث اليوم عن وجود نحو 3.9 مليون فقير في الأردن، وسط مؤشرات موثقة عن إضمحلال الطبقة الوسطى التي من المفترض أن يقوم الإقتصاد عليها في إقتصاد رأسمالي خدماتي، نظرا لقدرتها على تحريك القطاعات الاقتصادية الأخرى.

يزداد أسى الفقراء، في ظل غياب العدالة الإجتماعية، في حين تمارس طبقة الأثرياء في الغالب سلوكيات اجتماعية ذات بعد طبقي فاحش، في إقتناء العربات الفاخرة، واليخوت، والبذخ في المناسبات الإجتماعية، وشراء العقارات.. حيث بلغت أثمان بعض القصور والفلل مبالغ خرافية وصل سعر بعضها إلى أكثر من 20 مليون دولار.
أما الآن، وفي موسم الإنتخابات، تُنتزع المقاعد والمواقع المتقدمة بنقود من يدفع أكثر في حالة أقرب إلى المزادات لقوائم سُميت ب”الوطنية”..
لنتبين بأن معظم القوانين ذات الطابع الإقتصادي الإجتماعي التي صادقت عليها المجالس النيابية السابقة، عملت لصالح الخصخصة، وتصفية القطاع العام، ونهب موجوداته، ولم تفعل شيئا لصالح التنمية، وكرست مصالح الملاكين الكبار والمقاولين، والشرائح الأكثر ثراءا.

بسبب “فضائل” الفساد المستشري، ودور الكمبرادور وأصحاب بيوتات المال المتصاعد في الحكم، يصبح البيروقراط وموظفو المؤسسة التنفيذية وأدواتها ليسوا بعيدين عن مظاهر البذخ والإثراء وهدر المال العام، على حساب التنمية الوطنية، ومن جيوب المواطن، وسط حملات تصفية للنقابات العمالية، وتقهقر لدور النقابات المهنية.

إلى متى تستمر ثروات أصحاب الملايين بالتراكم، ويستمر الفقر بالتمدد..؟!

شارك المقال
متابعة

الدكتور موسى محمد عبد السلام العزب
- مواليد عمان/ في 2 أيار 1951.
* حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة وهران/ الجزائر في العام 1978.
* عمل في المستشفيات والمراكز الطبية للهلال الأحمر الفلسطيني في سورية ولبنان، حتى العام 1982.
* حاصل على شهادة التخصص العليا في أمراض النساء والتوليد من الجامعات الفرنسية عام 1986.
* عمل طبيباً إختصاصياً لأمراض النساء والتوليد في مستشفى الهلال الأحمر الأردني لمدة 25 عاما، وعيادة خاصة حتى اليوم.
* عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.
* منسق الحملة الوطنية، "صحتنا حق".
* ناشط إجتماعي ونقابي وسياسي وإعلامي، لمدة تمتد لأربعة عقود.

اكتشاف المزيد من نداء الوطن

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading