لماذا يا وزارة الثقافة

رانيا لصوي
2 دقيقة وقت القراءة

شكلت أزبكية عمان – مكتبة خزانة الكتب حاضنة للثقافة وحالة جديدة على النمط الثقافي السائد في الأردن، من بسطة صغيرة وحلم متواضع إلى فكرة كبيرة لخزانة الكتب النادرة والجديدة، حملت مفاهيم التطوع والتشجيع على القراءة من خلال التفاعل مع فئة الشاب، أبدع حسين ياسين بالأفكار، وحمل الكتاب إلى المدرج الروماني فجعل من الأرصفة عناوين كتب.

أطلق حسين ياسين صاحب الأزبكية العديد من الحملات… لأن القراءة حياة وبأسعار زهيدة قدم كل إمكانياته وتعاون مع الهيئات الرسمية مثل وزارة الثقافة ومؤسسات عديدة كرابطة الكتاب وأمانة عمان بحملات كثيرة من أجل نشر ثقافة القراءة والكتاب.

إلى أن انتهى به الحال الآن بعدم قدرته على الاستمرار أكثر، قلم يجد من يحمل معه الحلم، ويدعمه، يحترم الفكرة، ويساند الأزبكية منه أجل تطوير المجتمع.

ليس لأنها الأزبكية فقط، وليس لأن القائم عليها المثقف المتفاني حسين ياسين، بل لأنها مؤشر ودلالة على ما يعانيه مجتمعنا من تراجع في الاهتمام بالكتاب، والثقافة.

تبدلت المفاهيم وأصبح الدعم لليوتيوبر والمؤثرين -غير المؤثرين- يمثلون المجتمع، وغاب المثقف عن المشهد، وحوارات المسؤولين، اصبح خارج الموازنة وليس له شيء في الميزانية.

لم تجد الأزبكية الدعم وتنادي اليوم صرختها الأخيرة قبل الإغلاق وانتهاء الحلم، آخر حملاتها الكتاب بدينار لإنقاذ ما تبقى من خزانة الكتب.

في ذهني دموع ذاك المثقف العراقي الذي باع كتبه على الأرصفة لضيق الحال، ومن أوصله لذاك الحال لم يكن يعي حجم الكارثة، فهل تسمع وزارة الثقافة هذه الصرخة؟!

c1803154 19
شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة